واشنطن تُقيّم جهود إسرائيل الإنسانية في غزة مع تصاعد خطر المجاعة
تُمعن الولايات المتحدة النظر هذا الأسبوع في مدى التقدم الذي أحرزته إسرائيل في تحسين الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، وسط تحذيرات مُقلقة من خطر مُحدق بالمجاعة، وذلك وفقاً لما صرّح به مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، يوم الأحد. وستُحدد واشنطن بناءً على تقييمها الإجراءات المُناسبة للرد على الوضع الراهن.
يأتي هذا التقييم في أعقاب رسالة مُؤرخة في 13 أكتوبر/تشرين الأول، وقّعها كل من وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، تُطالب إسرائيل – الحليف الوثيق للولايات المتحدة – باتخاذ خطوات ملموسة خلال 30 يوماً لتحسين الوضع الإنساني في غزة، وإلا ستُواجه احتمال فرض قيود على المساعدات العسكرية الأمريكية. وأكد سوليفان في برنامج “مواجهة الأمة” على قناة “سي بي إس” أن الوزراء بلينكن وأوستن، إلى جانب الرئيس بايدن، سيُقررون الرد المناسب بناءً على نتائج التقييم.
في غضون ذلك، نشرت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، التابعة للجيش الإسرائيلي، يوم الأحد، قائمةً بالجهود الإنسانية التي بذلتها إسرائيل في غزة خلال الأشهر الستة الماضية، مُشيرةً إلى مُبادرات حديثة وخطط مُستقبلية لدعم القطاع مع اقتراب فصل الشتاء. وأكدت الوكالة على سعيها المُستمر لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة من خلال توسيع الطرق، وتقديم المساعدة الطبية، وتحسين البنية التحتية، والتنسيق مع الشركاء الدوليين.
يتزامن انتهاء المهلة الأمريكية مع تحذيرات مُقلقة من خبراء الأمن الغذائي العالمي تُشير إلى ”احتمال كبير لوقوع مجاعة في مناطق” شمال غزة، في ظل استمرار الهجوم العسكري الإسرائيلي ضد حركة حماس. وتُراقب الولايات المتحدة الوضع عن كثب للتأكد من أن تصرفات إسرائيل لا تُمثل “سياسة تجويع” لسكان شمال غزة.
من جانبها، رفضت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق التحذيرات الصادرة عن لجنة مراجعة المجاعة المستقلة، مُعتبرةً إياها مُبالغاً فيها وغير مُتوافقة مع الواقع على الأرض. وأكدت التزامها بالقانون الدولي في تسهيل نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأعلنت عن استعدادها لفتح معبر إضافي في كيسوفيم.
على الرغم من هذه التأكيدات، تُشير بيانات الأمم المتحدة إلى انخفاض مُقلق في حجم المساعدات التي تدخل غزة إلى أدنى مستوى لها منذ عام، مُتهمةً إسرائيل بعرقلة وصول المساعدات، خاصةً إلى شمال القطاع. وقد اتهم فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إسرائيل باستخدام الجوع كسلاح حرب، مُشيراً إلى أن كمية المساعدات المسموح بدخولها إلى غزة لا تُغطي سوى نسبة ضئيلة من الاحتياجات اليومية.
في المقابل، نفى داني دانون، سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن الشهر الماضي، وجود نقص في المساعدات المُقدمة إلى غزة، مُشيراً إلى تسليم أكثر من مليون طن من المساعدات خلال العام الماضي، مُتهماً حركة حماس باختطافها. بدورها، نفت حماس هذه الاتهامات، مُحمّلةً إسرائيل مسؤولية نقص المساعدات.
(بتصرف عن رويترز)
Keywords: غزة، إسرائيل، الولايات المتحدة، مساعدات إنسانية، مجاعة، حماس، الأونروا، بنيامين نتنياهو، أنتوني بلينكن، لويد أوستن، جيك سوليفان، وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق.