ارتفاع حاد في الإسلاموفوبيا بأوروبا: تقرير صادم من وكالة حقوق الإنسان
تصاعد مُقلق: المسلمون في أوروبا يواجهون تمييزًا متزايدًا
تقرير جديد يُظهر ارتفاعًا حادًا في معدلات العنصرية ضد المسلمين في الاتحاد الأوروبي، حتى قبل تصاعد الإسلاموفوبيا الأخير.
أصدرت وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية (FRA) تقريرًا جديدًا يُظهر تصاعدًا مُقلقًا في معدلات العنصرية والتمييز ضد المسلمين في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي. ويشير التقرير إلى أن هذه الظاهرة كانت في ازدياد حتى قبل هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والتي أدت إلى موجة جديدة من كراهية المسلمين ومعاداة السامية في جميع أنحاء القارة.
ووفقًا للتقرير، فإن ما يقرب من مُسلم من بين كل اثنين في الاتحاد الأوروبي (49٪) قد واجه شكلًا من أشكال العنصرية أو التمييز في حياته اليومية. ويمثل هذا ارتفاعًا حادًا عن عام 2016، عندما أظهرت دراسة مماثلة أن 39٪ من المسلمين قد عانوا من التمييز.
وتُظهر الدراسة أن الإسلاموفوبيا مُنتشرة بشكل خاص في سوق العمل، حيث أفاد 41٪ من المسلمين المؤهلين بأنهم واجهوا تمييزًا عند التقدم لوظائف، مقارنة بـ 22٪ من عامة السكان. كما أن المسلمين أكثر عرضة للفقر والعيش في مساكن مكتظة.
أسباب مُتعددة، وتأثيرات عميقة
يُرجع التقرير هذا الارتفاع المقلق في الإسلاموفوبيا إلى عدة عوامل، بما في ذلك:
الصراعات في الشرق الأوسط: تُساهم الصراعات المستمرة في الشرق الأوسط في تأجيج المشاعر المعادية للمسلمين في الغرب.
الخطاب المعادي للمسلمين: يُساهم الخطاب المعادي للمسلمين من قبل بعض السياسيين ووسائل الإعلام في خلق مناخ من الخوف والريبة تجاه المسلمين.
التمييز الهيكلي: يُعاني المسلمون في أوروبا من التمييز الهيكلي في العديد من المجالات، بما في ذلك التعليم والتوظيف والإسكان.
الحاجة إلى مُعالجة جذرية
يُسلط التقرير الضوء على الحاجة المُلحة إلى مُعالجة جذرية لمشكلة الإسلاموفوبيا في أوروبا. وتدعو وكالة FRA الدول الأعضاء إلى:
مكافحة خطاب الكراهية: يجب على الدول الأعضاء اتخاذ خطوات ملموسة لمكافحة خطاب الكراهية ضد المسلمين، سواء عبر الإنترنت أو خارجه.
تعزيز الاندماج الاجتماعي: يجب على الدول الأعضاء تعزيز الاندماج الاجتماعي للمسلمين من خلال توفير فرص متكافئة في التعليم والتوظيف.
التعليم والتوعية: يجب على الدول الأعضاء الاستثمار في برامج التعليم والتوعية لتعزيز التفاهم المتبادل بين مختلف الجماعات الدينية والثقافية.
أرقام مُقلقة
يعيش حوالي 26 مليون مسلم في الاتحاد الأوروبي، ويشكلون حوالي 5٪ من إجمالي السكان.
سُجلت أعلى معدلات الإسلاموفوبيا في النمسا وألمانيا وفنلندا.
* ثلث أسر المسلمين في الاتحاد الأوروبي تكافح من أجل تغطية نفقاتها، مقارنة بـ 19٪ من الأسر بشكل عام.
يُعد هذا التقرير بمثابة دعوة للاستيقاظ لأوروبا، ويُظهر الحاجة المُلحة إلى مُعالجة مُشكلة الإسلاموفوبيا بشكل جاد وفعال.