السنوار أيقونة: تحية فنية عالمية لمقاومة غزة
محارب الساموراي الفلسطيني: كيف ألهمت مقاومة السنوار الفن العالمي؟
أثارت اللحظات الأخيرة في حياة يحيى السنوار، قائد حركة حماس في غزة، تحت نيران الجيش الإسرائيلي، موجة من الإلهام الفني حول العالم، تجسدت في أعمال فنية مختلفة، منها رسم كاريكاتوري نشرته صحيفة يابانية صورته كمحارب ساموراي.
وجاء هذا الرسم الكاريكاتوري بعد انتشار فيديو مُصور بواسطة طائرة إسرائيلية مُسيرة، أظهر السنوار في لحظاته الأخيرة وهو يقاوم بشجاعة، حيث ظهر وهو يرمي قطعة من الخشب على الطائرة التي كانت تحلق فوقه قبل استشهاده في جنوب قطاع غزة في 16 أكتوبر الماضي.
وقد أظهرت الصور السنوار وهو يرتدي زيًا عسكريًا، رأسه مُغطى بكوفية فلسطينية، ويحمل سلاحه في مواجهة الجنود الإسرائيليين، في تناقض صارخ مع الرواية الإسرائيلية التي ادعت أنه كان مختبئًا.
ولم يقتصر الإلهام الفني على الرسم الكاريكاتوري، بل امتد ليشمل العديد من الأعمال الفنية الأخرى التي جسدت شجاعة السنوار ومقاومته، مما يعكس تأثير هذه اللحظات الأخيرة على الفنانين حول العالم.
وتُظهر هذه الأعمال الفنية التأثير العميق الذي أحدثته مقاومة السنوار، وكيف تحولت إلى رمز يُلهم الفنانين في مختلف أنحاء العالم.
أيقونة المقاومة: كيف تحولت اللحظات الأخيرة ليحيى السنوار إلى رمزٍ مُلهم؟
من محارب الساموراي إلى رمز التحدي: كيف أثارت صورة السنوار خيال العالم؟
شكلت اللحظات الأخيرة في حياة يحيى السنوار، قائد حركة حماس الذي اغتالته القوات الإسرائيلية في غزة، مصدر إلهامٍ للأعمال الفنية حول العالم، بدءًا من رسوماتٍ تُصوّره كمحارب ساموراي ياباني، وصولًا إلى صورٍ تُمجّد صموده في وجه العدوان.
فقد انتشرت على نطاقٍ واسعٍ لقطاتٌ التقطتها طائرةٌ إسرائيليةٌ مُسيّرةٌ تُظهر السنوار في لحظاته الأخيرة وهو يُدافع عن نفسه ببسالةٍ مُطلقًا النار من مسدسه على الطائرة، قبل أن تستهدفه القوات الإسرائيلية وتقتله في جنوب قطاع غزة في 16 أكتوبر.
وقد أظهرت هذه اللقطات السنوار مُرتديًا زيّه العسكريّ، مُتسلّحًا بمسدسه، مُتحدّيًا الموت في مواجهة العدوان، مُكذّبةً بذلك الرواية الإسرائيلية التي ادّعت أنه كان مُختبئًا تحت الأرض مُحاطًا بالمدنيين كدروعٍ بشرية.
السنوار: من سجينٍ إلى قائدٍ مُلهم
لم تكن حياة السنوار، الذي عُيّن قائدًا لحركة حماس خلفًا لإسماعيل هنية في يوليو، غريبةً عن التحدّي والمواجهة. فقد أمضى أكثر من عقدين في السجون الإسرائيلية، حيث تعلّم اللغة العبرية بطلاقةٍ، وتقلّد مناصب قياديةً عليا في صفوف حركة حماس.
وبعد اغتياله، تحوّلت صوره إلى رمزٍ يُلهم المقاومة والصمود، حيث قام العديد من الفنانين بتصويره كبطلٍ أسطوريّ، مُشبّهين إياه بثائرين أمثال تشي جيفارا.
“لم يُجبروه على ترك كرسيه”: صورة السنوار تُجسّد التحدّي
ومن بين الصور التي حظيت بانتشارٍ واسعٍ، صورةٌ تُظهر السنوار جالسًا على كرسيّ وسط أنقاض منزله الذي دمّرته الغارات الإسرائيلية، مُمسكًا بمسدسه في يدٍ، بينما بدا في صورةٍ أخرى جالسًا على نفس الكرسيّ بعد استشهاده، في دلالةٍ واضحةٍ على صموده وتحدّيه حتى الرمق الأخير.
وقد لاقت هذه الصورة انتشارًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعيّ، مصحوبةً بتعليقاتٍ تُشيد بشجاعة السنوار وتضحيته، مؤكّدةً على أنّه سيظلّ رمزًا للمقاومة والصمود.
“حتى عصا في وجه العدو”: السنوار يُجسّد كلمات الشاعر الراحل
ولم يقتصر الأمر على الصور، بل تعدّاه إلى ربط فعل السنوار الأخير بإلقاء قطعة خشب على الطائرة المُسيّرة بكلمات الشاعر الفلسطينيّ الراحل رفعت العرير، الذي قال: ”أنا أكاديميّ، ربما يكون أثمنّ ما في منزلي هو قلمي، ولكن إذا ما اقتحم الإسرائيليون منزلي ليقتلونا، فسأستخدم القلم لأرميه عليهم مثل الجنود الإسرائيليين، حتى لو كان ذلك آخر ما أفعله”.
رفض عروض الهروب: السنوار يُفضّل البقاء مع شعبه
وفي تفصيلٍ يُظهر من جديد معادن الرجل، كشفت تقارير صحفية، منها تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، أنّ السنوار رفض عروضًا بالسماح له بالهروب من غزة مقابل تولّي مصر مفاوضات وقف إطلاق النار نيابةً عن حماس، مُفضّلًا بذلك البقاء مع شعبه ومشاركتهم مصيرهم.
حملة تشويهٍ مُمنهجةٌ تُواجهها عائلة السنوار
وعلى الرغم من مرور وقتٍ على استشهاد السنوار، إلا أنّ الحملات الإسرائيلية المُمنهجة لتشويه صورته وعائلته لم تتوقّف. فقد انتشرت مزاعم كاذبةٌ عن عثور الجيش الإسرائيليّ على حقيبة يدٍ فاخرةٍ من ماركة “هيرميس بيركين” بحوزة زوجة السنوار، في محاولةٍ بائسةٍ للزجّ باسمه في قضايا فسادٍ.
إلا أنّ هذه المزاعم قوبلت بسخريةٍ واسعةٍ من قبل روّاد مواقع التواصل الاجتماعيّ، الذين أكّدوا أنّها مُجرّد محاولةٍ يائسةٍ لتشويه صورة السنوار وعائلته.
السنوار: رمزٌ خالدٌ للمقاومة
ختامًا، ستظلّ صورة يحيى السنوار، القائد الذي تحدّى الموت، ورفض الهروب، وفضّل البقاء مع شعبه، خالدةً في أذهان الفلسطينيين والعرب، رمزًا للنضال والكرامة والصمود في وجه الاحتلال.