الصدر يحذر العراق من التدخل في سوريا
دعوات متضاربة بشأن التدخل العراقي في الصراع السوري
في ظل تصاعد حدة القتال في سوريا عقب هجوم المعارضة الأخير، تتعالى أصوات متباينة داخل العراق وخارجه بشأن احتمالية تدخل بغداد عسكرياً في النزاع. فبينما يدعو البعض إلى دعم حكومة دمشق، يحذر آخرون من مغبة الانجرار إلى أتون الحرب السورية.
يوم الخميس، دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر العراق إلى النأي بنفسه عن الصراع الدائر في سوريا المجاورة، محذراً من تداعيات الانخراط في هذه الحرب. وجاءت دعوة الصدر متزامنة مع دعوة مماثلة من قائد هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، وجهها لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لحثه على إبقاء بلاده بعيدة عن المواجهات في سوريا.
في المقابل، دعت كتائب حزب الله، الجماعة المسلحة المتحالفة مع إيران في العراق، يوم الاثنين، الحكومة العراقية إلى إرسال قوات إلى سوريا لدعم نظام بشار الأسد. وتعتبر كتائب حزب الله جزءاً مما يُعرف بـ “محور المقاومة” المدعوم من إيران، والذي يعارض إسرائيل والوجود الأمريكي في المنطقة. وينضوي هذا الفصيل، ضمن الحشد الشعبي في العراق، وهو تحالفٌ من الفصائل المسلحة التي أُدمجت رسمياً في القوات المسلحة العراقية.
وحذر الجولاني، رئيس الوزراء السوداني من مغبة السماح للحشد الشعبي بالتدخل في الشأن السوري، نافياً بشدة المخاوف التي يُبديها بعض السياسيين العراقيين من امتداد القتال إلى العراق. وأكد الجولاني أن هذه المخاوف “لا أساس لها من الصحة”.
من جهته، أكد مسؤول حكومي عراقي لوكالة فرانس برس أن “الخط الأحمر” بالنسبة لبغداد سيتم تجاوزه إذا تقدمت قوات المعارضة نحو شرق سوريا، قرب الحدود العراقية، أو نحو العاصمة دمشق ومحيطها، لا سيما ضريح السيدة زينب، الذي يُعتبر مُقدساً لدى الشيعة.
في الوقت نفسه، أقر مسؤول في إحدى الجماعات المسلحة العراقية البارزة المدعومة من إيران بصعوبة التدخل في سوريا، مشيراً إلى مخاوف من هجمات إسرائيلية أو أمريكية محتملة. وأوضح المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن لدى جماعته “طرقاً آمنة” للوصول إلى الجبهة السورية، لكنه أكد أنه لم يتم اتخاذ قرار بالتدخل حتى الآن.
Keywords: مقتدى الصدر، سوريا، العراق، أبو محمد الجولاني، كتائب حزب الله، الحشد الشعبي، محمد شياع السوداني، دمشق، إيران، إسرائيل، الولايات المتحدة
Writing Style: Professional journalistic style.