مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت: ترحيب فلسطيني وشكوك حول التنفيذ
أوامر اعتقال من الجنائية الدولية: ترحيب فلسطيني وتحفظات على أرض الواقع
في تطور لافت، رحبت كل من السلطة الفلسطينية وحركة حماس بمذكرات الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، على خلفية الحرب الأخيرة على غزة. وأعربت السلطة الفلسطينية، عبر بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، عن ترحيبها بقرار المحكمة، معتبرةً إياه بارقة أمل وتأكيداً على دور القانون الدولي ومؤسساته. ودعت السلطة الدول الأعضاء في المحكمة إلى قطع الاتصالات والاجتماعات مع نتنياهو وغالانت، الذي أقيل من منصبه في وقت سابق من هذا الشهر.
من جانبها، وصفت حركة حماس أوامر الاعتقال بأنها خطوة هامة على طريق العدالة، معربةً عن أملها في أن تُسهم في إنصاف الضحايا. إلا أن باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحماس، أشار إلى أن تأثير هذه الأوامر يبقى محدوداً ورمزياً ما لم تلقَ دعماً دولياً واسعاً وفعّالاً.
مذكرة اعتقال محمد الضيف: تباين المواقف
في حين رحبت الفصائل الفلسطينية بمذكرات الاعتقال الصادرة بحق المسؤولين الإسرائيليين، تجدر الإشارة إلى أن المحكمة أصدرت أيضاً مذكرة اعتقال بحق القائد العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، بتهم تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ولم تتطرق بيانات كل من السلطة الفلسطينية وحماس إلى هذه المذكرة. وفي تعليقه على هذا الأمر، أكد مسؤول في حماس، فضل عدم الكشف عن هويته، لوكالة فرانس برس، على عدم وجود مقارنة بين “المحتل المجرم والضحية”. يُذكر أن إسرائيل أعلنت عن مقتل الضيف في غزة في يوليو الماضي، إلا أن حماس لم تؤكد أو تنفي هذه المزاعم.
تشاؤم على أرض الواقع في غزة
على الرغم من الترحيب الرسمي الفلسطيني بقرارات المحكمة الجنائية الدولية، عبّر بعض الفلسطينيين في غزة عن تشاؤمهم إزاء إمكانية تنفيذ هذه القرارات وتغيير واقع معاناتهم. فمن داخل ملجأ بسيط في وسط غزة، أكد يوسف أبو حويشل على أهمية تسليط الضوء على “المجازر” التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى الدعم الأمريكي لإسرائيل كعقبة تحول دون تحقيق العدالة. وفي السياق ذاته، أعرب حسن حسن، من مخيم الزوايدة، عن قناعته بأن القرار لن يُنفذ، مستنداً إلى التجارب السابقة التي لم تشهد تنفيذ أي قرار لصالح القضية الفلسطينية.
يُشار إلى أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، والتي اندلعت في أكتوبر الماضي، خلفت أكثر من 44,056 قتيلاً، غالبتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى دمار هائل في القطاع. وتشير بعض التقارير الدولية إلى أن عدد الضحايا قد يكون أعلى من ذلك. وتستمر معاناة سكان غزة في ظل الحصار المفروض والأوضاع الإنسانية المتردية.
Keywords: المحكمة الجنائية الدولية، بنيامين نتنياهو، يوآف غالانت، محمد ضيف، حماس، السلطة الفلسطينية، غزة، حرب غزة، جرائم حرب، جرائم ضد الإنسانية، وفا، وكالة فرانس برس.
Writing Style: Professional journalistic.