اليمن: طريق السلام المُعَطَّل وآمال شعب مُنهَك
حذَّر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانز غروندبرغ، من أن الأطراف المتنازعة والشعب اليمني المُنهَك لا يملكون ترف الانتظار إلى ما لا نهاية لخارطة طريق سلام، مُشيراً إلى خطر الانزلاق مُجدداً نحو أتون الحرب. جاء ذلك خلال مُقابلة أجراها غروندبرغ على هامش مؤتمر حوار المنامة في البحرين.
وأكد غروندبرغ، وفقاً لوكالة فرانس برس، على إمكانية حل النزاع في اليمن، على الرغم من سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران على مساحات واسعة من البلاد. إلا أنه أشار إلى أن تصاعد التوترات الإقليمية، لا سيما الحرب الأخيرة في غزة، يُعقِّد المشهد و يُعيق تنفيذ أي خارطة طريق للسلام.
وأوضح المبعوث الأممي أن المشاورات التمهيدية مع جميع الأطراف لا تزال مُستمرة، مُشدداً على أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر إلى أجل غير مُسمى. فالأطراف المعنية تتوقع نتائج ملموسة، وفي حال غيابها، فإن الزخم المُكتَسَب قد يتبدد، ما يُهدد بعودة العنف.
وأضاف غروندبرغ: “هناك أصوات مُعادية للسلام في المنطقة، ورسالتي لهم هي: لا تسلكوا هذا الطريق، فالتسوية السلمية ممكنة”.
تحدياتٌ تُعيقُ السلام
يشهد اليمن حرباً مُدمرة منذ مارس 2015، عندما بدأ التحالف بقيادة السعودية عملياته العسكرية ضد الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء. وعلى الرغم من هدوء نسبي أعقب هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة في أبريل 2022، وحتى مع التزام الأطراف بعملية السلام بعد حرب غزة في ديسمبر من العام نفسه، إلا أن الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية على أهداف حوثية في يناير 2024، رداً على هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر، صعَّبت مهمة الوساطة بشكل كبير.
وأقرَّ غروندبرغ بصعوبة المضي قدماً في خارطة الطريق في ظل الظروف الراهنة، مُضيفاً: ”لا أعتقد أن تنفيذها سيكون ممكناً في الوقت الحالي”. لكنه أكد في الوقت ذاته على أن أسس خارطة الطريق لا تزال قائمة، وأن الصراع اليمني قابل للحل، مُشيراً إلى أن التحدي الرئيسي يكمن في زعزعة الاستقرار الإقليمي، ودور اليمن في التوترات المُتصاعدة في البحر الأحمر.
خارطة طريق.. ليست عصا سحرية
وشدد غروندبرغ على أن خارطة الطريق “ليست عصا سحرية” لحل الأزمة الإنسانية المُتفاقمة في اليمن، حيث يعتمد ثلثا السكان على المساعدات. فاليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، مُنقسم على أسس إقليمية ودينية وسياسية وقبلية، فضلاً عن التدخلات الخارجية من قِبَل دول مثل إيران والإمارات العربية المتحدة.
وتهدف خارطة الطريق إلى وضع إطار عمل لتنفيذ الالتزامات الإنسانية والاقتصادية، والتمهيد لوقف دائم لإطلاق النار واستئناف العملية السياسية، على مدى ثلاث سنوات.
وأكد غروندبرغ على أهمية الحفاظ على الزخم الحالي، وحثَّ الأطراف على إدراك إمكانية تحقيق السلام. وحذَّر من عواقب العودة إلى المُواجَهة المُسلحة، مُؤكداً أنها لن تصب في مصلحة أي طرف.
وختم غروندبرغ قائلاً: “أعتقد أن الشعب اليمني قد طال انتظاره للسلام، والجميع يتطلع إلى نهاية هذه الحرب”.
Keywords: اليمن، هانز غروندبرغ، حرب، سلام، حوثيون، السعودية، إيران، غزة، البحر الأحمر، أزمة إنسانية، خارطة طريق، الأمم المتحدة، مفاوضات، هدنة، تدخلات خارجية.
