تعويضات العبودية غائبة عن أجندة بريطانيا في قمة الكومنولث
الكومنولث وتعويضات العبودية: حوارٌ مُنتظرٌ في ساموا
بينما تُصرّ بريطانيا على رفض التعويضات، دول الكاريبي تُلوّح بـ”حديثٍ قوي” في قمة ساموا
يجتمع قادة وممثلو 56 دولة منضوية تحت لواء الكومنولث هذا الأسبوع في جزيرة ساموا بالمحيط الهادئ، في قمةٍ مُنتظرةٍ تُلقي بظلالها على قضية شائكة، ألا وهي تعويضات العبودية التاريخية عبر المحيط الأطلسي.
وعلى الرغم من أنّ التعويضات ليست مدرجة رسميًا على جدول أعمال القمة، إلا أنّها تظلّ حاضرةً بقوةٍ في ظلّ إصرار دول الكاريبي، التي عانت الأمرّين من ويلات العبودية، على طرح القضية ومناقشتها مع بريطانيا، القوة الاستعمارية السابقة.
وفي حين أكدّ مُتحدثٌ باسم رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أنّ التعويضات ليست على جدول أعمال بلاده، مُشدّدًا على أنّ موقف لندن من الاعتذار عن العبودية “لم يتغيّر”، إلا أنّ تصريحاتٍ من داخل الكومنولث تُشير إلى عكس ذلك.
فقد كشف مصدرٌ مطّلعٌ في “كاريكوم”، التكتل الإقليمي الذي يضمّ 15 دولةً من دول الكاريبي، أنّ قمة ساموا تُمثّل فرصةً هامّةً للحوار بشأن التعويضات، وأنّ دول المنطقة ستُثير القضية بقوةٍ خلال القمة.
وكان رئيس وزراء ترينيداد وتوباغو، كيث رولي، قد صرّح في يوليو الماضي أنّ مجموعة الكاريبي اتّخذت قرارًا بالتحدّث “بقوةٍ شديدة” عن التعويضات في ساموا.
وتعكس هذه التصريحات رغبةً مُتزايدةً لدى دول الكاريبي في الحصول على اعترافٍ رسميٍّ من بريطانيا بمسؤوليتها التاريخية عن العبودية، وتعويض ضحاياها عن المعاناة التي تكبّدوها.
وتُطالب “كاريكوم” بتعويضاتٍ لا تقتصر على المدفوعات المالية، بل تشمل أيضًا اعتذارًا رسميًا من الدول الأوروبية، ودعمًا للبرامج التعليمية التي تُسلّط الضوء على فظائع العبودية.
وتأتي هذه التحركات في وقتٍ تشهد فيه قضية تعويضات العبودية زخمًا متزايدًا في جميع أنحاء العالم، مدفوعةً بنقاشاتٍ مُتجدّدةٍ حول العدالة الاجتماعية والعرقية.
وفي حين يرى مُعارضو التعويضات أنّه لا ينبغي تحميل الدول مسؤولية أخطاء الماضي، يُشدّد مُؤيّدوها على أنّ إرث العبودية لا يزال حاضرًا بقوةٍ في عالمنا اليوم، مُتجلّيًا في التفاوتات العرقية والاجتماعية المُستمرة.
ومع انطلاق قمة الكومنولث في ساموا، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستُفضي الضغوط المُتزايدة إلى تحوّلٍ في موقف بريطانيا من قضية تعويضات العبودية؟