نجاح حملة تطعيم شلل الأطفال في غزة وسط حصار وقصف إسرائيلي
(الكلمات المفتاحية: غزة، شلل الأطفال، تطعيم، حصار، قصف، الأمم المتحدة، يونيسف، منظمة الصحة العالمية، أونروا، حرب)
في إنجازٍ يُوصف بالمعجزة في ظل ظروفٍ بالغة الصعوبة، أعلنت الأمم المتحدة عن نجاح حملة تطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال في قطاع غزة، حيث تلقى أكثر من نصف مليون طفلٍ دون سن العاشرة جرعتين من اللقاح، وذلك رغم استمرار الحرب الإسرائيلية والحصار الخانق المفروض على القطاع.
بدأت الحملة في الأول من سبتمبر، بعد تأكيد أول حالة إصابة بشلل الأطفال في غزة منذ ربع قرن، وجاءت الجولة الثانية من التطعيمات في شمال غزة يوم السبت الماضي بعد أن عرقل القصف الإسرائيلي محاولة سابقة. وأكد بيانٌ مشترك صادر عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) يوم الأربعاء، تطعيم 556,774 طفلًا بالجرعة الثانية، وهو ما اعتبروه إنجازًا رائعًا نظرًا للظروف الاستثنائية التي نُفذت فيها الحملة.
يُذكر أن الجيش الإسرائيلي يشن هجومًا مكثفًا على شمال غزة منذ أكثر من شهر، مانعًا الوصول إلى المنطقة، ويدّعي الجيش منع مقاتلي حماس من إعادة تنظيم صفوفهم، رغم إعلانه هزيمتهم في الشمال في يناير الماضي. وقد أشارت منظمات الأمم المتحدة إلى وجود ما بين 7000 و 10000 طفلٍ عالقين في “مناطق يتعذر الوصول إليها” في شمال غزة، مما يعرضهم لخطر الإصابة بشلل الأطفال.
ورغم نجاح الحملة بشكل عام، إلا أن استمرار القصف الإسرائيلي يشكل تهديدًا حقيقيًا لصحة وسلامة الأطفال. فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم السبت عن إصابة أربعة أطفال ضمن ستة أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت مركزًا للتطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة. وهو ما يؤكد الحاجة الماسة لوقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
يُشار إلى أن فيروس شلل الأطفال شديد العدوى وينتشر عادةً عن طريق المياه الملوثة، ويُمكن أن يُسبب تشوهاتٍ وشللًا، وقد يكون مميتًا، ويُصيب بشكلٍ رئيسي الأطفال دون سن الخامسة. وقد لعبت وكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية واليونيسف والأونروا – وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – دورًا محوريًا في إدارة حملة التطعيم.
تجدر الإشارة إلى أن الأونروا لا تزال تُعتبر أكبر مُقدم للرعاية الصحية الأولية في قطاع غزة، وفقًا لما ذكرته لويز ووتردج، كبيرة مسؤولي الطوارئ في الأونروا، وذلك على الرغم من القانون الذي أقره البرلمان الإسرائيلي الشهر الماضي والذي يحظر أنشطة الأونروا على الأراضي الإسرائيلية، وهو قانونٌ أثار إدانةً دولية واسعة.
وفي ظل استمرار هذه الأوضاع المأساوية، تُجدد وكالات الأمم المتحدة دعوتها لوقف إطلاق النار وتطبيق هدناتٍ إنسانيةٍ تسمح بتقديم المساعدات الصحية والإنسانية الضرورية لتلبية الاحتياجات المُلحة للسكان في غزة. يُذكر أن الحرب الإسرائيلية على غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، بالإضافة إلى سقوط ضحايا في لبنان.
(النمط الكتابي: صحفي/إخباري)