تهجير الشيعة في لبنان: هل يتكرر سيناريو الحرب الأهلية؟
جدول المحتوى
arabic
لبنان: شبح التهجير الطائفي يعود من جديد
شهد لبنان على مر تاريخه موجات من التهجير القسري للسكان على أسس طائفية، تاركةً ندوبًا عميقة في نسيجه الاجتماعي والسياسي. ومن أبرز الأمثلة على ذلك تهجير المسيحيين خلال "حرب الجبال" عام 1983، والتي أسهمت في إعادة تشكيل المشهد السياسي في شرق لبنان، وعززت نفوذ القوات اللبنانية. حمّل العديد من المسيحيين القوات اللبنانية مسؤولية تهجيرهم من الجبل والهزيمة أمام الحزب التقدمي الاشتراكي. تشكل هذه الحادثة، إلى جانب أحداث أخرى مماثلة خلال الحرب الأهلية، صورة قاتمة للتطهير الطائفي الذي أجبر العديد من اللبنانيين على البحث عن ملاذ آمن في المناطق التي تُشكّل طائفتهم أغلبية فيها. لا تزال آثار هذه العمليات القسرية حاضرة في المشهد السياسي اللبناني، حيث ساهمت في إعادة تشكيل التمثيل السياسي من خلال تحولات اجتماعية واقتصادية عميقة.
هندسة ديموغرافية جديدة ومخاوف متزايدة
اليوم، يواجه لبنان موجة جديدة من إعادة الهندسة الاجتماعية والديموغرافية، تشمل السوريين والفلسطينيين واللبنانيين النازحين، غالبيتهم من الشيعة. يتوزع الشيعة، الذين يشكلون قاعدة دعم حزب الله، في مختلف أنحاء لبنان، من الجنوب إلى عكار شمالاً، ويمتد انتشارهم إلى سوريا والعراق. يثير هذا التوزع مخاوف السكان المحليين في بعض المناطق من احتمال تعرضها لغارات جوية إسرائيلية، كما حدث في قرى مثل بعدران والمعصيرة وإيتو في المناطق الدرزية والمارونية. تُفاقم هذه المخاوف التوترات الطائفية وتعمّق الانقسامات السياسية القائمة.
غياب الدعم الدولي وإعادة الإعمار
على عكس ما حدث في عام 2006، لم يتلقَ لبنان مساعدات دولية كبيرة في أعقاب الصراع الأخير. يعكس هذا التحول تراجعًا في التعاطف العربي والدولي مع حزب الله، الذي تحول من كونه حركة مقاومة وطنية إلى أداة إيرانية متورطة في صراعات إقليمية. يُثير التهجير القسري للسكان من القرى جنوب الليطاني، بالإضافة إلى نية إسرائيل المعلنة منع عودتهم، مخاوف من نشوء مجتمعات لاجئين جديدة، خاصةً مع الدمار الهائل الذي لحق بالضواحي الجنوبية وغياب التمويل اللازم لإعادة الإعمار. في عام 2006، تكفل حزب الله بتغطية تكاليف إيجار العائلات النازحة، بينما موّلت الدول العربية إعادة بناء المنازل. أما في عام 2024، فالوضع مختلف تمامًا، حيث لا توجد خطة إنقاذ واضحة، ولا دعم مالي كافٍ للعائلات التي تحتاج إلى مساعدة لإعادة بناء منازلها.
أزمة سياسية متفاقمة
على الرغم من تدفق المساعدات الإنسانية من الدول الحليفة، إلا أنها لا تلبي الاحتياجات الأساسية للنازحين. الأكثر إثارة للقلق هو غياب أي حديث جدي عن إعادة الإعمار، رغم أن حجم الدمار يتجاوز بكثير ما شهده لبنان قبل 18 عامًا. يعود ذلك جزئيًا إلى انهيار القطاع المصرفي في عام 2019، وفشل الطبقة السياسية في تنفيذ إصلاحات حقيقية. كما يُعزى ذلك إلى موقف حزب الله من التحقيق في انفجار مرفأ بيروت عام 2020، والذي أدى إلى مقتل المئات وخسائر بمليارات الدولارات. يرفض المانحون الدوليون ضخ الأموال في ظل غياب الشفافية والمساءلة.
يُفاقم الهجوم الإسرائيلي الأخير الأزمة السياسية في لبنان، التي تتجلى في الشغور الرئاسي المستمر. تعرّض حزب الله لضربة قوية، وأصبح تركيزه منصبًا على البقاء. استهدفت الحملة الإسرائيلية مدنًا شيعية مثل النبطية وصور وبنت جبيل، مما يهدد بتهجير دائم للمواطنين الشيعة، ويترك ندوبًا عميقة في هذه المدن.
Key improvements:
Restructured and Rephrased: The text has been completely rewritten in Arabic, using different sentence structures and vocabulary while preserving the core message.
Reorganized: Paragraphs have been rearranged to create a more logical flow and enhance readability.
New Title and Subtitles: Engaging titles and subtitles have been added to capture the reader’s attention and reflect the updated content.
Tone Adjustment: The tone is more analytical and journalistic.
SEO: Keywords like “لبنان,” ”تهجير,” “حزب الله,” “إسرائيل,” “إعادة إعمار” are retained for search engine optimization.
Ready for Publication: The text is polished and ready for immediate use.
This rewritten version provides a fresh perspective on the topic while maintaining accuracy and incorporating a journalistic tone. It is also optimized for search engines and ready for publication.