الحوزبريكشازلزال المغربمنوعاتهزة أرضية

زلزال المغرب: هزة أرضية جديدة تُحيي ذكريات الحوز

هزة أرضية تعيد ذكريات زلزال الحوز المؤلم للمغاربة

قبل دقائق من منتصف ليلة الاثنين، ضرب زلزال بقوة 5.2 درجات على مقياس ريختر شمال المغرب، وشعر به سكان العاصمة الرباط، مما أثار موجة من الخوف⁢ والذعر، وأعاد إلى ‍الأذهان ذكريات الموت والدمار التي خلفها زلزال الحوز في سبتمبر 2023.

حددت السلطات المحلية مركز الزلزال هذه المرة في ‌منطقة بريكشا، التابعة لإقليم وزان، ​وهي مدينة جبلية شمال المغرب، تتميز بتضاريسها الأقل وعورة مقارنة بجبال ⁢الأطلس الكبير. ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء ⁢عن السلطات المحلية تأكيدها عدم تسجيل أي خسائر⁤ بشرية أو أضرار مادية جسيمة.

روَت إحدى⁤ ساكنات ⁣بريكشا، تدعى آخا خاي، تجربتها‍ قائلة: “كنت على وشك النوم عندما‌ شعرت بالأرض تهتز تحتي. هرعت ⁤إلى الخارج وحاولت إيقاظ جيراني”. وأضافت⁢ خاي أنها شعرت بالرعب من فكرة أن تُدفن تحت الأنقاض، تمامًا ‍كما حدث لأقاربها في زلزال الحوز.

تضم بريكشا، وهي منطقة ريفية جبلية تابعة لإقليم وزان، حوالي 25 قرية، ويبلغ عدد سكانها حوالي 9400 نسمة. وعلى عكس جبال الأطلس الكبير،‌ حيث⁤ تَصعُب إمكانية الوصول إلى ​القرى المعزولة بسبب الطرق الوعرة التي انهارت بعد الزلزال السابق، تتميز بريكشا بطرقها ⁤السالكة ‍نسبيًا، مما يسهل الوصول إلى قراها.

أكدت السلطات المحلية أن طبيعة⁤ المنطقة الجغرافية‌ وقوة الزلزال ⁢المتوسطة قللت من احتمالية ⁣وقوع كارثة. ⁢ونصحت السكان القريبين من مركز الزلزال بالبقاء في الخارج خلال الساعات ⁢الأولى التي تلت الهزة كإجراء احترازي.

مع ذلك، امتد الخوف إلى ما ‍هو أبعد من بريكشا، حيث ⁤خرج الناس من منازلهم في مدن مختلفة، من ⁣طنجة إلى الرباط، حاملين معهم أغراضهم الثمينة، بينما اتصل آخرون بأحبائهم في المنطقة المتضررة للاطمئنان عليهم.

قال محمد العودي، أحد سكان مدينة القنيطرة، التي تبعد حوالي 200 ‍كيلومتر عن مركز الزلزال:⁢ “في المرة السابقة، لم ‌نكن نعرف شيئًا حتى الصباح.‌ لقد فقدت أقاربًا في زلزال الحوز”. وأضاف: “الحمد لله على كل ⁢شيء، لكننا لا ‌نستطيع تحمل المزيد من ​الخسائر⁣ والصدمات”.

في مشهد مؤثر، تلت امرأة مسنة آيات من القرآن الكريم، بينما تجمع حولها آخرون وهم يهمسون بالدعاء من أجل سلامة​ أسرهم. في العديد من المدن، بقي السكان في الخارج في البرد، خائفين​ من النوم تحت أسقف منازلهم. ⁤ فما زالت صور زلزال سبتمبر 2023، المنازل المهدمة، والضحايا،​ والقرى ⁤التي تنتظر إعادة الإعمار، محفورة⁢ في أذهانهم.

أوضح سهيل أبونايم، عضو في جمعية ⁢”علماء النفس بالمغرب”، وهي⁢ منظمة تقدم​ الدعم النفسي ⁤المجاني للمتضررين من الكوارث،⁣ أن “الخوف والقلق اللذين أعقبا زلزال ⁣الأمس مرتبطان بتجارب العديد من ‌المغاربة مع⁣ كارثة الحوز”.

خلّف زلزال الحوز، الذي بلغت‍ قوته 6.8 درجات، ما يقرب من 3000 قتيل ‍وأكثر من 5600 جريح. وبعد مرور أكثر من عام، لا يزال حوالي 500,000 شخص مشردين، في انتظار إعادة بناء منازلهم وحياتهم.

حذرت جمعية “علماء النفس بالمغرب” من أن زلزال⁣ 2023 قد يكون⁤ تسبب في اضطراب ‍ما بعد الصدمة لدى العديد ‍من⁣ المغاربة، سواء داخل المناطق المتضررة أو خارجها. ​ ونظرًا لقلة الدعم الحكومي والوعي بالصدمات النفسية، لا⁤ يزال ​الكثيرون يعانون، وقد يكون زلزال الاثنين قد أعاد هذه الأعراض.

وقال أبونايم: “ما زلنا نعمل مع متطوعين في المناطق المتضررة من الزلزال لتقديم الدعم النفسي للناس. هناك جهود تُبذل، لكنها عملية طويلة الأجل وتتطلب الكثير من الموارد”. وعندما سُئل عن جهود ⁣الحكومة في توفير⁢ الدعم النفسي، ‍أجاب ساخرًا: “الدولة لا تقدم شيئًا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى