سجن سونيا الدهماني: عامان لانتقاد العنصرية في تونس
سونيا الدهماني: عامان سجناً جديدان بتهمة انتقاد العنصرية في تونس
حُكم على المحامية والإعلامية التونسية سونيا الدهماني بالسجن لمدة عامين إضافيين بتهمة انتقادها للعنصرية في البلاد، وذلك في قضية أثارت جدلاً واسعاً حول حرية التعبير في تونس.
في تطور لافت، أصدرت محكمة تونسية يوم الخميس حكماً بالسجن لمدة عامين على المحامية والإعلامية سونيا الدهماني (56 عاماً)، وذلك على خلفية تعليقات لها اعتُبرت انتقادية للعنصرية في البلاد، وفقاً لما صرّح به محاميها.
يأتي هذا الحكم بعد أقل من ستة أشهر على إصدار حكم بسجنها ثمانية أشهر في قضية أخرى تتعلق بتصريحات لها حول الهجرة في تونس، مما يرفع مجموع مدة سجنها إلى 32 شهراً.
وكانت الدهماني قد اعتُقلت في 11 مايو/أيار الماضي بعد مداهمة الشرطة لنقابة المحامين التونسية، حيث لجأت إثر تصريحات لها على شاشة التلفزيون اعتبرتها السلطات “انتقادية” في القضية الأولى.
وصرّح محاميها، شوقي الطبيب، لوكالة فرانس برس أن الحكم الجديد صدر بعد تصريحات أدلت بها الدهماني زعمت فيها أن الأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى في تونس، بمن فيهم التونسيون السود، يواجهون العنصرية.
المرسوم 54: سلاح جديد لقمع الحريات؟
يُذكر أن كلا الحكمين الصادرين بحق الدهماني استندا إلى المرسوم رقم 54، وهو قانون مثير للجدل أصدره الرئيس قيس سعيد عام 2022 ويجرّم “نشر أخبار كاذبة”.
وتُشير النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين إلى أن هذا المرسوم استُخدم لمحاكمة عشرات الصحفيين والمحامين وشخصيات من المعارضة، مما أثار مخاوف جدية حول تراجع حرية التعبير في البلاد.
سلسلة من الملاحقات القضائية
ولا تزال الدهماني تواجه ثلاث قضايا أخرى، بحسب ما أكده أحد محاميها، بيير فرانسوا فيلتيسي، لوكالة فرانس برس.
وكانت الدهماني قد أُدينت في سبتمبر/أيلول الماضي بتهمة “التشكيك في الوضع في تونس” بعد تعليقات ساخرة لها على شاشة التلفزيون رداً على مزاعم بخصوص استقرار مهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى في البلاد.
وربط تقرير قضائي بين تعليقاتها آنذاك وخطاب للرئيس قيس سعيد قال فيه إن تونس “لن تصبح منطقة لإعادة توطين المهاجرين الممنوعين من الذهاب إلى أوروبا”.
يُذكر أن الرئيس سعيد، الذي انتُخب ديمقراطياً عام 2019، يحكم تونس بمرسوم منذ استيلائه على السلطة في يوليو/تموز 2021. وقد أُعيد انتخابه هذا الشهر بأغلبية ساحقة بلغت 90% من الأصوات.