الأخبار السوريةمنوعات
سقوط حماة بيد المعارضة: تداعياته ومستقبل الصراع السوري
arabic
سقوط حماة: تداعيات استراتيجية وتاريخية على الصراع السوري
بعد أيام من المعارك الضارية في ريفها، سيطرت فصائل المعارضة السورية على مدينة حماة يوم الخميس، مُرسخةً بذلك انتصاراً ميدانياً هاماً بعد هجوم خاطف شنته عبر شمال غرب سوريا. يُمثل سقوط حماة، ثاني أكبر مدينة سورية تسقط بيد المعارضة بعد حلب، ضربةً موجعة للنظام السوري ويُعيد إشعال جذوة الصراع الذي اندلع عام 2011. هذا التطور الميداني السريع فاجأ المراقبين في المنطقة وأعاد إلى الأذهان تاريخ المدينة كمعقل للمعارضة ضد نظام الأسد.
حماة: من مجزرة 1982 إلى انتفاضة 2011
لمدينة حماة تاريخٌ حافلٌ بالمقاومة ضد نظام الأسد. ففي أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، خاض نظام حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي، معارك ضارية ضد جماعات إسلامية مُعارضة، بلغت ذروتها بانتفاضة حماة في فبراير 1982. رد النظام بحملة عسكرية وحشية بقيادة رفعت الأسد، عم الرئيس الحالي، استخدمت فيها الطائرات والمدفعية بشكل عشوائي ضد الأحياء المدنية، مُخلّفةً مجزرةً راح ضحيتها عشرات الآلاف، تُقدر بعض المصادر عددها بأربعين ألف نسمة. وقد لُقّب رفعت الأسد بـ"جزار حماة" بسبب دوره في هذه المجزرة المروعة. وفي مارس من عام [أدخل السنة التي اتهم فيها رفعت الأسد]، اتهمه المدعي العام السويسري بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وفي عام 2011، شهدت حماة موجةً جديدةً من الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية ضد نظام بشار الأسد، شارك فيها عشرات الآلاف من سكانها. ومن أبرز رموز هذه الانتفاضة أغنية "يلا ارحل يا بشار" التي نُسبت إلى إبراهيم قاشوش. بلغت الاحتجاجات ذروتها في يوليو 2011، حيث خرج مئات الآلاف إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة، قبل أن يقوم النظام بقمعها باستخدام القوة المفرطة.
تداعيات سقوط حماة: حمص والجنوب السوري
يمثل سقوط حماة تحولاً استراتيجياً في الصراع السوري. فبالإضافة إلى أهميتها التاريخية، تتمتع المدينة بموقع جغرافي حيوي، يفتح الطريق أمام فصائل المعارضة للتقدم نحو مدينة حمص الاستراتيجية، التي تقع على الطريق السريع M5 الرابط بين حلب ودمشق. وعلى عكس حماة، شهدت حمص معارك طاحنة لسنوات بين قوات النظام والمعارضة. وتُعتبر حمص مدينةً ذات أهمية كبيرة للنظام نظراً لموقعها الاستراتيجي الذي يربط العاصمة دمشق بالمحافظات الساحلية طرطوس واللاذقية، معاقل مؤيدي النظام ومقر القواعد العسكرية الروسية.
سقوط حماة يُشكل ضربةً قويةً لنظام الأسد ويُضعف موقفه بشكل كبير، مُشجعاً في الوقت نفسه فصائل المعارضة على مواصلة تقدمها وتصعيد عملياتها العسكرية. كما أن لهذا التطور تداعيات على الوضع في جنوب سوريا، حيث نشطت حركات المعارضة في درعا والسويداء، مُستغلةً تراجع قوات النظام.
الكلمات المفتاحية: سوريا، حماة، حمص، الأسد، معارضة، انتفاضة، مجزرة، درعا، السويداء، M5، روسيا.
This rewritten version aims for a journalistic