غالانت يُطالب بإعادة الأسرى ويؤكد على وجوب الخدمة العسكرية للجميع
(الكلمات المفتاحية: غالانت، نتنياهو، أسرى غزة، حماس، الخدمة العسكرية، الحريديم، حرب غزة، لبنان)
في تصريحٍ هام، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي المُقال يوآف غالانت، يوم الثلاثاء، حكومة بلاده إلى بذل أقصى جهدٍ مُمكن لاستعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة “قبل فوات الأوان”، مُشدداً على ضرورة إعادتهم وهم على قيد الحياة. وأكد غالانت على أن استعادة الأسرى واجب أخلاقي وإنساني، مُعترفاً في الوقت ذاته بأن ذلك قد يتطلب تنازلات مؤلمة، إلا أن إسرائيل – بحسب قوله – قادرة على تحملها، وجيشها قادر على ضمان أمنها في ظل هذه التنازلات.
جاءت دعوة غالانت هذه في أعقاب إقالته من منصبه على يد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء أيضاً، على خلفية ما وصفه مكتب رئيس الوزراء بـ “انهيار الثقة” بينهما خلال الحرب الإسرائيلية على غزة. وشهدت العلاقة بين الرجلين توتراً متصاعداً خلال الأشهر الماضية، خاصةً فيما يتعلق بسير العمليات العسكرية في غزة بعد هجوم السابع من أكتوبر الماضي. يُذكر أن غالانت، وهو جنرال سابق في الجيش الإسرائيلي، لعب دوراً محورياً في تشكيل استراتيجية الحرب على غزة، وقد طالبت المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال بحقه، إلى جانب نتنياهو، بتهمة ارتكاب جرائم حرب محتملة.
لم يقتصر حديث غالانت على ملف الأسرى، بل تطرق أيضاً إلى مسألة الخدمة العسكرية الإلزامية، مُؤكداً على وجوب خدمة جميع الإسرائيليين في جيش الدفاع الإسرائيلي، ومشاركتهم في الدفاع عن الدولة. وانتقد غالانت بشدة ما وصفه بـ “القانون الفاسد والمعيب” الذي يُعفي بعض فئات المجتمع، في إشارة إلى الحريديم، من الخدمة العسكرية، مُعتبراً ذلك تهرباً من تحمل المسؤولية الوطنية. يُذكر أن غالانت كان قد أصدر، يوم الاثنين، 7000 أمر تجنيد إضافي لأفراد من الطائفة الحريدية، وذلك بعد إصداره 3000 أمر مماثل في يوليو، الأمر الذي أثار احتجاجات واسعة في أوساط الحريديم. يأتي هذا في ظل ما يُشير إليه محللون من إرهاقٍ يُعاني منه الجنود الإسرائيليون بعد أكثر من عام من القتال المتواصل.
وفي سياق متصل، تجدر الإشارة إلى توسع نطاق الحرب الإسرائيلية لتشمل لبنان منذ أواخر سبتمبر الماضي، حيث شنت إسرائيل ضربات جوية مكثفة، أعقبها توغل بري، مما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 3000 قتيل. يُنظر إلى غالانت على أنه أكثر واقعية من نتنياهو فيما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى واتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وعلى الرغم من إقالته، تعهد غالانت (65 عاماً) بمواصلة العمل من أجل أمن إسرائيل، مُؤكداً في منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) أن أمن إسرائيل كان وسيظل دائماً مهمة حياته. وأكد غالانت على عدم وجود أي مُبرر للتخلي عن الأسرى، مُشيراً إلى استحالة استعادة من قضوا منهم نحبهم في الأسر.