غزة تحت وطأة الشتاء والحصار: معاناة متفاقمة وتضليل إعلامي
(صورة: نازحون في غزة يواجهون ظروف شتاء قاسية مع عدم كفاية المأوى – تصوير بشار طالب/ وكالة الصحافة الفرنسية عبر غيتي إيماجز)
تشتد وطأة فصل الشتاء على قطاع غزة المحاصر، مفاقمةً معاناة سكانه الذين يعيشون ظروفًا إنسانية متدهورة في ظل استمرار القصف الإسرائيلي. وتزامنًا مع الأمطار الغزيرة وارتفاع منسوب مياه البحر، تغمر المياه مخيمات النازحين، مهددة حياة مئات الآلاف، خاصة الأطفال، بنقص الغذاء والدواء والمأوى.
في شمال غزة، الذي يعاني حصارًا خانقًا منذ 53 يومًا، أدت الغارات الإسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين، إلى مقتل خمسة أشخاص، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). كما سقط قتيلان آخران بالقرب من المستشفى الإندونيسي في غزة. وفي تصريح مُقلق، أكد مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إصابة 14 شخصًا، من بينهم مدير مستشفى كمال عدوان، جراء الهجمات التي استهدفت المستشفى خلال 48 ساعة. وطالب غيبريسوس بوقف فوري للهجمات وضمان المرور الآمن للطواقم الطبية والإمدادات.
وتعليقًا على الوضع المأساوي في غزة، حذر جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، خلال قمة مجموعة السبع في إيطاليا، من استخدام “المجاعة كسلاح” ضد حوالي 250 ألف شخص محاصرين في شمال القطاع. وأشارت منظمة إنقاذ الطفولة إلى أن 130 ألف طفل دون سن العاشرة من بين المحاصرين، محرومين من الضروريات الأساسية منذ بداية الحصار.
وتُفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية الأمطار الغزيرة وارتفاع منسوب مياه البحر، مما تسبب في غرق مخيمات النازحين وتراكم مياه الصرف الصحي وانتشار الأمراض، بحسب تحذيرات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وأظهرت صورٌ نشرتها الأونروا نازحين يحاولون إنقاذ ممتلكاتهم من الخيام المغمورة بالمياه قرب خان يونس. كما أكد محمد شحادة، مدير الاتصالات في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، تدمير عشرة آلاف خيمة وتضرر 110 آلاف أخرى خلال يومين بسبب الأمطار وارتفاع منسوب مياه البحر. وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من نصف مليون نازح في غزة يقيمون في مناطق معرضة للفيضانات.
الأونروا تواجه حملة تضليل
في مواجهة هذه الأزمة الإنسانية، يواجه مدير عام الأونروا، فيليب لازاريني، حملة تضليل إعلامي تستهدف تشويه سمعة الوكالة وتقويض جهودها الإغاثية. وقد اتهم لازاريني جهات لم يسمها بنشر معلومات مضللة “لخلق الفوضى وصرف الانتباه عن الأهداف السياسية لتفكيك الوكالة”. يأتي هذا في ظل حملة تشهير إسرائيلية طويلة الأمد ضد الأونروا، تتضمن ادعاءات غير مؤكدة بانتماء بعض موظفيها لحركة حماس. وفي خطوة مُقلقة، صوت الكنيست الإسرائيلي الشهر الماضي لصالح منع الأونروا من العمل في غزة والضفة الغربية وإسرائيل، مما قد يحرم ملايين الفلسطينيين من المساعدات الحيوية.
وحذر لازاريني، عبر منصة X، من أن التضليل الإعلامي يُعيق جهود الأونروا في تقديم المساعدة الإنسانية والتعليم والرعاية الصحية للاجئين الفلسطينيين. وأكد أن الأونروا ”أداةٌ للمجتمع الدولي للتخفيف من معاناة اللاجئين في غياب حل سياسي عادل”، داعيًا إلى “عدم الانجرار وراء المعلومات المضللة وتأجيج الكراهية”.
Keywords: غزة، حصار، شتاء، نازحون، الأونروا، فيليب لازاريني، جوزيب بوريل، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مخيم جباليا، خان يونس، المجاعة، تضليل إعلامي، إسرائيل، حماس.
Writing Style: Professional/Journalistic