لحظة تاريخية: صحفي غزي يخلع درع الحرب احتفالاً بالهدنة
## لحظة تاريخية: صحفي غزي يخلع درعه الواقي معلناً انتهاء الكابوس
بعد خمسة عشر شهراً من القصف المتواصل الذي حصد أرواح العشرات من الإعلاميين في غزة، خلع الصحفي الفلسطيني أنس الشريف معداته الواقية في مشهدٍ مؤثر عكس حالة الفرح الجماعي التي غمرت القطاع مع إعلان وقف إطلاق النار. وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع لقطاتٍ للشريف وهو ينزع خوذته وسترة الحماية ببطء، في رمزٍ دالٍ على المعاناة التي كابدها الصحفيون والمدنيون على حدٍ سواء خلال فترة الحرب. وحمل الحشد المحتفل الشريف على الأكتاف، معبرين عن فرحتهم الغامرة بنهاية القصف.
وقال الشريف من قلب مدينة غزة، في تصريحٍ لقناة الجزيرة: “أخلع اليوم هذه الخوذة التي أثقلت رأسي طوال هذه المدة، وهذه السترة التي التصقت بجسدي كظلّه. نعلن من هنا، من غزة، وقف إطلاق النار لأهلنا الذين عانوا من ويلات الحرب، من التهجير القسري والقصف المستمر وخطر الإبادة”.
الحمد لله الذي أكرم أهل غزة بهذا اليوم العظيم. pic.twitter.com/AMjW1vmSbB
— أنس الشريف أنس الشريف (@AnasAlSharif0) 15 يناير 2025
ولم يكن الشريف وحيداً في احتفاله، فقد حُمِل زميله الصحفي حسام شباط، من شمال غزة، على أكتاف المحتفلين وهو يغطي أحداث وقف إطلاق النار. كما رحب المصور الصحفي الفلسطيني معتز العزايزة بوقف إطلاق النار، داعياً في الوقت ذاته إلى استمرار التضامن الدولي مع غزة وعدم نسيان معاناتها.
## غزة.. بين فرحة الهدنة ومرارة الخسائر
على الرغم من أجواء الفرح التي سادت القطاع، إلا أن ذكرى الخسائر الفادحة خلال الخمسة عشر شهراً الماضية بقيت حاضرة. فقد قُتل ما لا يقل عن 160 صحفياً في غزة، سقط العديد منهم ضحايا غاراتٍ جوية استهدفت المكاتب الصحفية والبنية التحتية المدنية. ورغم المخاطر الجمة، واصل صحفيون أمثال الشريف تغطية الأحداث من قلب الميدان، متحدين تهديدات القصف المستمر.
وتنص اتفاقية جنيف على حماية الصحفيين العاملين في مناطق النزاع المسلح باعتبارهم مدنيين. إلا أن الهجمات المتكررة على الإعلاميين في غزة شكلت انتهاكاً صارخاً لهذه الاتفاقية، وأثارت إداناتٍ واسعة من منظمات حقوق الإنسان. وقد وثقت لجنة حماية الصحفيين (CPJ) ومنظمة مراسلون بلا حدود (RSF) استهداف القوات الإسرائيلية لما لا يقل عن 13 إعلامياً بشكلٍ مباشر، على الرغم من تعريفهم بوضوح كصحفيين.
ولم تتوقف أعمال العنف حتى يوم إعلان وقف إطلاق النار. فقد أسفرت غارات إسرائيلية، قبل ساعاتٍ من سريان الهدنة في 19 يناير/كانون الثاني، عن مقتل ما لا يقل عن 70 شخصاً وإصابة المئات. وكان من بين الضحايا الصحفي الفلسطيني أحمد هشام، ابن شقيق خالد نبهان الذي قُتلت حفيدته ريم قبل عام في أحداث عنف مماثلة.
## تحية لشجاعة صحفيي غزة ودعوة للمساءلة
أشاد تيبو بروتين، المدير العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، بشجاعة الصحفيين الفلسطينيين في غزة، قائلاً: “على مدار 15 شهراً، تعرض الصحفيون في غزة للتشريد والتجويع والتشهير والتهديد والإصابة والقتل على يد الجيش الإسرائيلي. ورغم هذه المخاطر، واصلوا نقل الحقيقة لمواطنيهم وللعالم أجمع”.
وأكدت مراسلون بلا حدود على الدور المحوري للصحفيين، المحليين والدوليين، في توثيق آثار وقف إطلاق النار والمساهمة في ضمان المساءلة عن جرائم الحرب المحتملة. كما دعت المنظمة المحكمة الجنائية الدولية إلى ملاحقة المسؤولين عن استهداف الصحفيين خلال النزاع، مشددةً على أهمية الاعتراف الدولي بالانتهاكات واللجوء إلى القضاء الدولي لتحقيق العدالة.
This rewritten version uses a professional journalistic tone, incorporates stronger headings, restructures the information, and maintains the keywords related