عُمان تُرسل ماينكرافت لإعادة إعمار غزة: جدلٌ بين الأمل والواقع المُر
هبةٌ من ألعاب الفيديو لغزة المنكوبة: هل هي مُساعدةٌ أم إلهاءٌ عن المأساة؟
في ظل الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة، والذي تجاوز 80% وفقاً لتقديرات فلسطينية ودولية، برزت مُبادرةٌ عُمانيةٌ مثيرةٌ للجدل، تمثلت في إرسال شحنةٍ ضخمةٍ من أجهزة ألعاب Nintendo Switch، مُحمّلةٍ بلعبة Minecraft، إلى القطاع المُحاصر. وتشير التقارير إلى أن اللعبة تتضمن شخصياتٍ عُمانيةٍ مُسلحةٍ بسيوفٍ “لحماية سكان غزة” داخل العالم الافتراضي.
أثارت هذه الخطوة ردود فعلٍ مُتباينةٍ في غزة. فبينما يراها البعض مُساعدةً نفسيةً للأطفال والشباب المُتضررين من الحرب، يعتبرها آخرون إلهاءً عن المأساة الحقيقية، واستثماراً غير مُبررٍ في ألعابٍ إلكترونيةٍ في وقتٍ يحتاج فيه القطاع إلى مُساعداتٍ إنسانيةٍ عاجلة.
ونقلت مصادر فلسطينية لـ “العربي الجديد” أن الشحنة تحتوي على رصيدٍ كافٍ من لعبة Minecraft “لإعادة بناء غزة افتراضياً”. ومع ذلك، يبقى مصير الشحنة مجهولاً، حيثُ لم تصل إلى غزة حتى الآن، وسط شكوكٍ حول سماح الجيش الإسرائيلي بدخولها.
وأعرب مصدرٌ من غزة عن قلقه، قائلاً: “لا نعلم إن كان الجيش الإسرائيلي سيسمح بدخول الشحنة. نأمل ذلك، فمثل هذه الألعاب تُساعد أطفالنا وشبابنا على التّعامل مع الضغوط النفسية، وتُتيح لهم إعادة تخيّل غزة بعد الحرب”.
يُذكر أن الفلسطينيين في غزة استخدموا لعبة Minecraft في عام 2017 لتصميم أماكن عامة دمرتها الحروب الإسرائيلية. ويُشير المهندس الإنشائي أحمد غالب إلى أن الحصار الإسرائيلي المُمتد منذ 17 عاماً دفع الفلسطينيين إلى “الاستثمار في كل ما هو مُتاح، بما في ذلك الألعاب، لإعادة بناء عالمهم ولو افتراضياً”.
لكن غادة زعرب، مهندسةٌ من رفح، ترى أن الوضع الحالي مُختلفٌ تماماً، نظراً لحجم الدمار الهائل الذي غيّر جغرافية غزة. وتُضيف: “إعادة بناء غزة تتطلب مُهندسين ومُصممين حقيقيين، وليس ألعاباً إلكترونية. نحتاج إلى دعمٍ حقيقي، وليس إلهاءً عن مأساتنا”.
وانتقدت زعرب ما اعتبرته “صمتاً وتقاعساً عربياً” تجاه ما يجري في غزة، مُضيفةً: “بدلاً من مُساعدتنا في إعادة بناء ما دُمّر، يُريد البعض استثمار دمائنا بتمويل شحناتٍ من الألعاب الإلكترونية. هذا إهدارٌ للموارد وتشتيتٌ لأطفالنا عن واقعهم المُر”.
وتُطالب زعرب بدعمٍ عربيٍ حقيقيٍ للضغط على إسرائيل لوقف الحرب، مُشيرةً إلى أن سكان غزة يُعانون من الجوع والبرد والظلم، وأن الألعاب الإلكترونية لن تُنقذهم.
يُشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يشن حرباً على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، رداً على هجومٍ شنّته حركة حماس. ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، قُتل أكثر من 45 ألف فلسطيني وأُصيب أكثر من 107 آلاف آخرين. هذه الأرقام تُسلّط الضوء على حجم المأساة الإنسانية في غزة، وتُثير تساؤلاتٍ حول جدوى مُبادراتٍ مثل شحنة ألعاب الفيديو في ظل هذه الظروف.
Keywords: غزة، حرب، دمار، ألعاب فيديو، Minecraft، Nintendo Switch، عمان، مساعدات، حصار إسرائيلي، إعادة بناء، مأساة إنسانية، حماس.