الآلاف من سكان غزة ليس لديهم أدنى فكرة عما حدث لأحبائهم (غيتي)
وتنتظر آلاف العائلات بفارغ الصبر دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ لمعرفة مصير أحبائهم.
ومعظمهم لا يعرفون شيئاً عما حدث لأحبائهم الذين فقدوا خلال الهجمات الإسرائيلية المروعة والمجازر شبه اليومية في قطاع غزة على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية.
منذ أن بدأت الحرب على غزة في أعقاب هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، فُقد حوالي 11200 شخص وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
ولم يصلوا إلى مستشفيات غزة ولم يتم دفنهم، وبالتالي لم يتم احتسابهم في حصيلة القتلى الرسمية لحكومة غزة، والتي تبلغ الآن 46,899.
وتشير تقديرات أخرى إلى أن عدد المفقودين أعلى من ذلك.
ويعتقد أن معظم المفقودين مدفونون تحت أنقاض المنازل والمباني المدمرة.
ولم يتم انتشالها لعدة أسباب، من بينها كثافة الأنقاض الهائلة، وقلة الموارد اللازمة للبحث عن الجثث وانتشالها، ومنع الجيش الإسرائيلي عمل فرق الدفاع المدني في العديد من المناطق.
ودعت العديد من المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى اتخاذ إجراءات سريعة لمعرفة مصير المفقودين.
وتمنع إسرائيل ذلك بعدة طرق، بما في ذلك الاستهداف المتكرر لطواقم الدفاع المدني والإسعاف ووقف دخول الوقود والمعدات إلى قطاع غزة.
ويعتقد أن معظم المفقودين قد ماتوا. وقال صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، إن عائلات بأكملها قد تم القضاء عليها في الغارات الجوية، مع تدمير المباني السكنية بالكامل.
وقدرت عدد المفقودين بأكثر من 15 ألفًا.
ويخطط العديد من الأشخاص للعودة إلى المناطق المدمرة إذا توقف الحريق عن العمل للبحث عن أحبائهم.
فقد أحمد جاب الله، أحد سكان مخيم جباليا للاجئين الذي تعرض لقصف شديد في شمال غزة، الاتصال بشقيقته سوسن البالغة من العمر 54 عامًا، في أعقاب القصف الإسرائيلي في 11 مايو/أيار.
وقال إنه أراد مغادرة المخيم بعد أن أمرت إسرائيل السكان بإخلاء المخيم وأعلنت نيته تنفيذ هجوم بري، لكن سوسن رفضت.
وأضاف: “أصرت شقيقتي على البقاء في منزلها رغم محاولتي إقناعها بالخروج حفاظاً على حياتها، خاصة أنها تعاني من عدة أمراض مزمنة منها السمنة وارتفاع ضغط الدم”. العربي الجديد موقع شقيق باللغة العربية العربي الجديد.
“بعد فشل كل محاولاتي، اضطررت للمغادرة دون أن آخذها. واصلت الحديث معها عبر الرسائل الهاتفية لمدة أربعة أيام بعد هروبنا، لكن بعد ذلك انقطعت كل الاتصالات معها. “وهذا ما جعلني أشعر بالقلق الشديد لأن الاحتلال يرتكب مجازر كل يوم بحق المدنيين”.
ويقول أحمد إنه لا يعرف شيئا عن مصير أخته منذ ثمانية أشهر، ولا يعرف ما إذا كانت حية أم ميتة، رغم أنه يفترض منذ أشهر أنها قتلت.
وأضاف: “نريد أن ندفنها إذا كانت شهيدة”.