مقتل شقيق وزير الأوقاف السوري بغارة أمريكية بإدلب
غارة أمريكية تستهدف قيادياً سابقاً في “حراس الدين” بسوريا تُثير جدلاً
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) يوم السبت عن تنفيذ غارة جوية دقيقة في شمال غرب سوريا، أسفرت عن مقتل وسيم طهسين بايارقدار، الذي وصفته بأنه قيادي بارز في تنظيم “حراس الدين” المرتبط بتنظيم القاعدة. تأتي هذه الغارة في أعقاب إعلان “حراس الدين” عن حلّ نفسه الشهر الماضي، ما أثار تساؤلات حول دوافع ومبررات العملية.
وأكدت سنتكوم أن بايارقدار كان يشغل منصباً قيادياً مهماً في التنظيم، إلا أن مصادر أخرى شككت في هذا الادعاء. فقد نفى الباحث السوري محمد منير الفقير، عبر منشور على فيسبوك، انتماء بايارقدار إلى “حراس الدين” خلال السنوات الخمس الأخيرة، مؤكداً أنه انقطع عن أي نشاط سياسي أو عسكري وتفرغ للأعمال التجارية. وأشار الفقير إلى أن بايارقدار كان ناشطاً في بدايات الثورة السورية عام 2011، داعماً لمبادئ الحرية والديمقراطية، وانضمامه لاحقاً إلى جماعات متشددة جاء بعد تعرض أحد إخوته للاعتقال والتعذيب على يد النظام السوري.
وتُعد هذه الغارة ضمن سلسلة من الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة مؤخراً ضد شخصيات مرتبطة بـ “حراس الدين” في سوريا. ففي الأسبوع الماضي، أعلنت سنتكوم عن مقتل مسؤول مالي ولوجستي في التنظيم، وسبق ذلك في الشهر الماضي استهداف محمد صلاح الزابير، القيادي البارز في “حراس الدين”، في غارة جوية مماثلة بالشمال الغربي السوري.
يُذكر أن “حراس الدين” تأسس في فبراير 2018، ولم يُعلن ولاءه لتنظيم القاعدة بشكل رسمي إلا قبيل إعلان حله في يناير الماضي، بناءً على توجيهات من زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، الذي دعا كافة الفصائل المسلحة إلى حلّ نفسها. وكانت الولايات المتحدة قد صنفت “حراس الدين” كمنظمة إرهابية في عام 2019.
وتأتي هذه الغارات في ظل تصاعد التوترات في شمال غرب سوريا، الذي كان يُعتبر معقلًا لهيئة تحرير الشام قبل إعلان حل “حراس الدين”. وتثير هذه التطورات مخاوف من عودة نشاط الجماعات المتشددة في المنطقة، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى منع سوريا من أن تصبح ملاذاً للإرهاب، خاصة بعد تصريحات الرئيس بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
جدير بالذكر أن شقيق وسيم بايارقدار، سامر بايارقدار، يشغل منصب وزير الأوقاف في الحكومة السورية المؤقتة، وقد نعى المجلس الإسلامي السوري، الذي يضم شخصيات دينية بارزة، وفاة بايارقدار بعد الغارة.
Keywords: حراس الدين، سوريا، غارة جوية، سنتكوم، القاعدة، أبو محمد الجولاني، هيئة تحرير الشام، بشار الأسد، إرهاب، شمال غرب سوريا، وسيم بايارقدار، محمد منير الفقير.