مناورات عسكرية سعودية إيرانية: هل حرب غزة عززت التقارب؟
مناورات عسكرية سعودية إيرانية: تحالفٌ مُستجدّ أمّ مُجرّد مناورة سياسية؟
في خطوةٍ غير متوقعة، تُجري المملكة العربية السعودية وإيران مناوراتٍ عسكريةٍ مشتركةٍ في مياهِ بحر عُمان، تلك البقعة التي لطالما اعتبرها المحللون ساحةَ صراعٍ مُحتملة بين القوتين الإقليميتين.
تأتي هذه التدريبات بعد ثماني سنواتٍ من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إثرَ هجماتٍ استهدفتِ البعثاتِ الدبلوماسية السعودية في إيران. وشهدت العلاقاتُ تحولاً دراماتيكياً العام الماضي بتوقيعِ اتفاقٍ بوساطةٍ صينيةٍ أعادَ رسمَ ملامحِ المنطقة.
وقد أكدت الرياض، يوم الأربعاء، مشاركةَ قواتها المسلحة في مناوراتٍ بحريةٍ مع طهران، إلى جانب دولٍ أخرى، في بحر عُمان.
ونقلت وكالةُ أنباءِ الطلبةِ الإيرانية عن قائدِ البحرية الإيرانية، الأميرال شهرام إيراني، قوله إنّ “المملكة العربية السعودية طلبت منّا تنظيم مناوراتٍ مشتركةٍ في البحر الأحمر”.
يُشكّلُ هذا التطورُ مُفاجأةً مدويةً، خاصةً وأنّ سيناريو إجراء البلدين – الخصمين اللدودين منذ الثورة الإيرانية عام 1979 – مناوراتٍ عسكريةٍ مشتركةً بدا ضرباً من الخيال قبل سنواتٍ قليلة.
فقد شهدت تلك الفترة توتراتٍ حادةً بين إيران من جهة، والولايات المتحدة ودول الخليج من جهةٍ أخرى، في الوقت الذي كانت فيه الرياض غارقةً في مستنقعِ الحربِ في اليمن ضدّ الحوثيين المدعومين من طهران.
ويرى خبراءٌ أنّ عدّةَ عوامل ساهمت في هذا التقاربِ السعودي الإيراني، أبرزها:
الجهودُ الدبلوماسيةُ الصينيةُ والعُمانيةُ: لعبت كل من الصين وسلطنة عُمان دوراً محورياً في تقريب وجهات النظر بين الرياض وطهران.
الحربُ على غزة: أكدت هذه الحرب على الحاجةِ الماسةِ إلى تعزيزِ الاستقرارِ الإقليمي، ودفعت بالعديد من الدول إلى إعادة ترتيبِ أوراقها.
* تراجع الاعتماد السعودي على الولايات المتحدة: سعت المملكة العربية السعودية، في السنوات الأخيرة، إلى تنويعِ شراكاتها الدولية، والتوجهِ نحو قوىً صاعدةٍ مثل الصين وروسيا.
ويُمكن اعتبارُ انضمامِ الرياض إلى مجموعة البريكس، التي تُعدُّ ثقلاً مُوازناً للهيمنةِ الأمريكية، مؤشراً إضافياً على هذا التحوّلِ الاستراتيجي.
ومع ذلك، يبقى من المُبكرِ الجزمُ بمدى صلابةِ هذا التقاربِ السعودي الإيراني، وما إذا كان يُمثّلُ تحالفاً استراتيجياً حقيقياً أم مُجرّدَ مناورةٍ سياسيةٍ ظرفية.