AthensGreeceSmart CitiesUrban Developmentأخبار عالمية

مدينة ذكية فاخرة في أثينا: حلم أم غيتو للأغنياء؟

مدينة المستقبل:‌ هل هي نهضة أم‌ “غيتو ‌للأغنياء”؟

تُطلُّ رافعات البناء، شامخةً فوق الساحل المتلألئ لأثينا، على مياه خليج سارونيك الزرقاء، مُعلنةً عن مولد “المدينة‍ الذكية” الجديدة في اليونان، والتي تتوسطها ناطحة سحاب فاخرة تُحلِّقُ في السماء بخمسين طابقاً.⁤ يُمثِّل هذا المشروع الضخم، الذي تبلغ قيمته 8 مليارات يورو ⁢(ما يُعادل 8.5 مليار دولار ‌أمريكي)، برأي مؤيديه، طائرَ فينيق ينهض من رماد سنوات الركود المالي التي هجَّرَت المستثمرين​ من البلاد. لكن على ‌الجانب الآخر، يرى المنتقدون في هذا⁣ المشروع الطموح “غيتو ​للأغنياء” في المستقبل، مما يثير تساؤلات حول مدى استفادة جميع فئات المجتمع اليوناني ‌من هذه النهضة العمرانية.

إلينيكون: تحوُّل​ تاريخي ⁣من مطار إلى مدينة

على ⁤بُعد 10 كيلومترات فقط من الأكروبوليس،⁤ وعلى أرضٍ كانت يوماً ما تُمثِّل بوابة اليونان الجوية، يُشيَّدُ​ مشروع “إلينيكون” الطموح،⁣ والذي يُتوقَّع‌ أن يُصبح بحلول عام 2036 مدينةً جديدةً “أكبر بثلاث مرات‍ من مساحة إمارة موناكو”، وفقاً لأوديسياس⁣ أثاناسيو، الرئيس​ التنفيذي لمجموعة لامدا المالكة ‍للمشروع. هذا المشروع، الذي يُعدُّ أحد⁤ أكبر مشاريع التجديد الحضري في أوروبا، سيُعيد إحياءَ موقع مطار أثينا الدولي القديم، الذي ⁣تبلغ مساحته 6.2 كيلومتر مربع (2.4 ميل مربع)، ليُحوِّله إلى مركزٍ نابضٍ ⁤بالحياة يضمُّ فلل فاخرة، وفنادق من فئة الخمس نجوم، ومراكز تسوق حديثة، ‌وجامعة عريقة، ومارينا فخمة،⁢ بالإضافة إلى العديد من المرافق الأخرى. ويُتوقَّع أن يستقطب هذا⁢ المشروع حوالي 30 ألف‌ نسمة للعيش في هذه المدينة الجديدة.

برج ريفييرا: جوهرة التاج في سماء أثينا

سيُزيِّن أفق أثينا بحلول نهاية عام 2026 برج ريفييرا، أطول ‍ناطحة سحاب في العاصمة اليونانية، والذي يُشكِّلُ أحد أبرز معالم مشروع إلينيكون. هذا‌ البرج الشاهق سيُضفي لمسةً عصريةً على المدينة، مُرسِّخاً مكانتها⁣ كوجهةٍ سياحيةٍ واستثماريةٍ‌ رائدة.

من صرح رياضي إلى مدينة المستقبل

شهد موقع إلينيكون تحولاتٍ تاريخيةً⁣ مُتعددة. فبعد أن كان‌ مطاراً دولياً لسنوات طويلة، تحوَّل إلى مركزٍ رياضيٍ استضافَ مُنافساتٍ رياضيةً مُتنوعةً خلال دورة⁢ الألعاب الأولمبية لعام 2004،⁤ بما ⁣في ذلك التجديف والهوكي. وبعد أن هُجِرَ الموقعُ لسنوات، ⁢ جاءت الأزمة المالية لتُعمِّقَ جراحه. أما اليوم، فيُبعثُ هذا الموقع ​من جديدٍ ⁢ليُصبحَ مدينةً ⁤ذكيةً​ تُبشِّرُ بمستقبلٍ مُشرقٍ لليونان. ‍ ⁣حتى المبنى القديم للمطار، ⁤وهو مبنى ⁣مُدرَجٌ في قائمة التراث، ⁣سيُحوَّل إلى قاعة عرضٍ فنيةٍ، مُحافظاً على ⁤جزءٍ من‍ تاريخ الموقع.

Keywords: إلينيكون, أثينا, مدينة ذكية, برج ريفييرا, اليونان, تجديد حضري, مطار‍ أثينا الدولي, لامدا, أوديسياس أثاناسيو, غيتو للأغنياء.

هل مشروع‌ “المدينة الذكية” في إلينيكون نهضةٌ أم “غيتو للأغنياء”؟

تُلقي رافعات البناء بظلالها الطويلة على ساحل أثينا المتلألئ، معلنةً عن ولادة مشروع “المدينة الذكية” الطموح في إلينيكون، والذي يضم برجًا فخمًا يرتفع ٥٠ طابقًا، مُطلًّا ‌على خليج سارونيك. هذا المشروع، الذي يُقدَّر بثمانية مليارات يورو (حوالي ٨.٥ مليار ⁢دولار) ‌بتمويلٍ خاص،​ يُبشِّر – بحسب مؤيديه – بنهضة ​اقتصادية لليونان بعد سنواتٍ من الركود المالي وهجرة المستثمرين. لكن في المقابل، يرى منتقدوه ⁣أنه ليس سوى​ “غيتو للأغنياء” في طور التكوين.

إلينيكون: من مطار مهجور إلى مدينة حديثة

على بُعد ١٠ كيلومترات فقط من الأكروبوليس، يُخطَّط لإنشاء⁣ مدينة جديدة بحجم ثلاثة أضعاف مساحة موناكو بحلول عام ٢٠٣٦، وفقًا لأوديسياس أثاناسيو، الرئيس التنفيذي لمجموعة ‍لامدا المالكة للمشروع. ​ سيضم ‌المشروع، الذي يُعدُّ من أكبر مشاريع التجديد‍ الحضري في أوروبا، برج ريفييرا،‍ أطول ناطحة سحاب مُرتقبة في أثينا (من المقرر إنجازها نهاية عام ٢٠٢٦)، بالإضافة إلى فيلات وفنادق ومراكز تسوق وجامعة ومارينا، وغيرها من المرافق. ويُتوقَّع أن يستوعب هذا الموقع، الذي تبلغ مساحته ٦.٢ كيلومتر مربع ⁢(كان سابقًا مطار أثينا الدولي)، حوالي ٣٠ ألف نسمة.

تحوُّل تاريخي: من الألعاب الأولمبية إلى ⁣الخصخصة

شهد موقع إلينيكون ⁢تحولاتٍ عديدة عبر التاريخ. فبعد نقله عام ٢٠٠١، تحوَّل مبنى المطار القديم (المُصنَّف كتراث) إلى قاعة ​عرض، قبل​ أن يُهمَل لاحقًا في أعقاب الأزمة المالية التي ​عصفت​ باليونان. استضاف⁢ الموقع فعاليات رياضية خلال دورة الألعاب الأولمبية عام ٢٠٠٤، ثم تحوَّل إلى مأوى مؤقت للاجئين خلال أزمة الهجرة عام ٢٠١٥. في تلك الفترة، أنشأت⁢ مجموعاتٌ⁤ مجتمعية حديقةً ذاتية⁣ الإدارة، ومتجرًا تعاونيًا،‍ ومركزًا طبيًا مجانيًا في إلينيكون،‌ لسدِّ احتياجات السكان في ظلِّ الدولة المُفلسة. وفي النهاية، اضطرت⁣ الحكومة اليونانية لبيع ‌إلينيكون لشركة لامدا عام ٢٠١٤ بأقل من ​مليار يورو، في إطار موجة الخصخصة‌ التي فرضها دائنو اليونان من الاتحاد الأوروبي‍ وصندوق النقد الدولي.

“مدينة ذكية” أم “مستعمرة خارجية”؟

يُروِّج أثاناسيو لمش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى