أفغانستان في COP29: حضورٌ بيئي في ظل عزلة سياسية
لأول مرة منذ تولي حكومة طالبان زمام الأمور، سيشارك وفد أفغاني في قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP29) المزمع عقدها في أذربيجان في نوفمبر المقبل، حسبما أفادت وكالة فرانس برس يوم السبت. يأتي هذا الحضور في وقتٍ تُصنّف فيه أفغانستان سادس أكثر الدول عرضةً لتداعيات التغير المناخي، مما يدفع سلطات طالبان إلى السعي للمشاركة في المحافل الدولية ذات الصلة، مؤكدةً على أن العزلة السياسية لا يجب أن تحول دون انخراطها في جهود مكافحة تغير المناخ العالمي.
بعد محاولات سابقة غير ناجحة لحضور قمتي المناخ في مصر والإمارات العربية المتحدة، تلقّت أفغانستان هذا العام دعوةً من أذربيجان، الدولة المضيفة لـ COP29. وأكد عبد القهار بلخي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية، حضور وفد حكومي إلى باكو للمشاركة في القمة التي تنطلق فعالياتها يوم الإثنين 11 نوفمبر وتستمر حتى 22 من الشهر نفسه. ولم يُحدّد بعد مستوى مشاركة الوفد، وإن كانت المصادر تُشير إلى صفة “مراقب”.
يُذكر أن أذربيجان، الجمهورية السوفيتية السابقة الغنية بالوقود الأحفوري والواقعة بين روسيا وإيران، أعادت فتح سفارتها في كابول في فبراير 2024، على الرغم من عدم اعترافها رسميًا بحكومة طالبان. هذا ولم تعترف أي دولة بحكومة طالبان منذ سيطرتها على الحكم في عام 2021.
وفي سياق متصل، شدد مسؤولون في الهيئة الوطنية لحماية البيئة (NEPA) في أفغانستان مرارًا وتكرارًا على ضرورة تجنيب قضية تغير المناخ التسييس، داعين إلى استئناف المشاريع البيئية المُعلّقة منذ تولي طالبان السلطة. وفي مقابلة حديثة مع وكالة فرانس برس، وصف زين العابدين عابد، نائب رئيس الهيئة، تغير المناخ بأنه “قضية إنسانية”، مناشدًا المجتمع الدولي عدم ربطها بالسياسة.
تحديات المشاركة ومساعي أفغانستان البيئية
أفاد روح الله أمين، مدير إدارة تغير المناخ في NEPA، في مقابلة سابقة مع وكالة فرانس برس، أن الهيئة تلقت دعوات لحضور مؤتمرات بيئية أخرى في الماضي، لكنها لم تتمكن من الحصول على التأشيرات اللازمة. وأضاف أمين أن الهيئة تلقت دعوةً لحضور قمة الأمم المتحدة للتصحر في المملكة العربية السعودية، وتسعى حاليًا لتأمين التأشيرات، إلا أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت ستنجح في ذلك أو ما هو مستوى المشاركة الذي ستتمكن من تقديمه.
تجدر الإشارة إلى أن أفغانستان كانت من الدول الموقعة على اتفاقية باريس التاريخية للمناخ عام 2015، والتي التزمت بموجبها جميع دول العالم تقريبًا بخفض انبعاثاتها للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية. وكانت NEPA تعمل على إعداد المساهمات المحددة وطنيًا (NDCs) – والتي يُفترض تحديثها كل خمس سنوات – قبل وصول طالبان إلى السلطة. يُمثّل حضور COP29 فرصةً لأفغانستان لإبراز التزامها بمكافحة تغير المناخ، والتأكيد على أهمية التعاون الدولي في هذا المجال، بغض النظر عن السياقات السياسية.
Keywords: COP29, تغير المناخ, أفغانستان, طالبان, أذربيجان, الهيئة الوطنية لحماية البيئة (NEPA), اتفاقية باريس, المساهمات المحددة وطنيًا (NDCs), عبد القهار بلخي, زين العابدين عابد, روح الله أمين.
