90 ألف تأشيرة: شولتس يُعزز الشراكة الألمانية الهندية
الهند وألمانيا: تعزيز الشراكة وسط اختلاف وجهات النظر
تعميق العلاقات الثنائية في مواجهة التحديات الجيوسياسية
شهدت العلاقات الهندية الألمانية تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، تجلى في تعزيز التعاون في مجالات متعددة كالهجرة والتكنولوجيا والدفاع. إلا أن هذا التقارب لا يخفي تباين وجهات النظر بين البلدين حول بعض القضايا الدولية، لاسيما فيما يتعلق بالموقف من روسيا.
فخلال زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس الأخيرة للهند، والتي امتدت ليومين، تم الاتفاق على زيادة عدد التأشيرات الممنوحة سنوياً للعمال الهنود المهرة إلى 90 ألفاً، مقارنة بـ 20 ألفاً سابقاً. وأكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أن هذه الخطوة ستعطي زخماً جديداً للنمو في ألمانيا، مشيراً إلى أن التكامل بين ديناميكية الهند ودقة ألمانيا، وهندسة ألمانيا وابتكار الهند، سيشكل مستقبلاً أفضل لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ والعالم أجمع.
وكانت الهند وألمانيا قد وقعتا اتفاقية هجرة قبل عامين لتسهيل تنقل المهنيين والطلاب، وتعهدت برلين بتبسيط إجراءات الحصول على التأشيرة وتحسين الاعتراف بالمؤهلات المهنية الهندية.
ووصف شولتس في تغريدة له على منصة “إكس” الهند وألمانيا بأنهما “صديقتان وحليفتان” في عالم يحتاج لمثل هذه العلاقات.
تعاون دفاعي وتدريبات بحرية مشتركة
وعلى الصعيد الدفاعي، تُعد الهند وألمانيا شريكتين، حيث أجرت قواتهما البحرية مؤخراً “تدريبات الشراكة البحرية” في المحيط الهندي. وتهدف هذه المناورات إلى تعزيز التواصل البحري بين البلدين وقابلية التشغيل البيني بين سفنهما.
الهيدروجين الأخضر: مجال واعد للتعاون
ومن المتوقع أن تناقش زيارة شولتس أيضاً برنامج الهند الطموح لزيادة إنتاج “الهيدروجين الأخضر”، وهو مصدر للطاقة النظيفة مطلوب في ألمانيا مع تقلص إمدادات النفط والغاز الروسية وسعي برلين لتحقيق أهدافها المناخية.
تباين وجهات النظر حول روسيا
وعلى الرغم من التقارب المتزايد بين الهند وألمانيا، إلا أن البلدين يختلفان بشأن العلاقات مع روسيا. فبينما تدعم ألمانيا أوكرانيا بقوة، حضر مودي قمة مجموعة البريكس حيث التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وعلى النقيض من ألمانيا، حافظت حكومة مودي على علاقاتها الطويلة الأمد مع موسكو، في الوقت الذي تسعى فيه أيضاً إلى إقامة شراكات أمنية أوثق مع حلفائها الغربيين.
مستقبل العلاقة: بين التعاون والتحديات
يبدو أن العلاقة بين الهند وألمانيا ستستمر في التطور خلال الفترة المقبلة، مدفوعة بالمصالح المشتركة في مجالات حيوية كالتكنولوجيا والطاقة. إلا أن تباين وجهات النظر حول قضايا دولية كالعلاقة مع روسيا قد يشكل تحدياً أمام تعميق هذه الشراكة.