أمريكا تنتقم من حلفائها الداعمين لفلسطين
أمريكا وسياسة العقاب: ردود فعل على مواقف حلفائها تجاه غزة (غيتي)
تواجه الولايات المتحدة الأمريكية تباعدًا في المواقف من بعض حلفائها، وتلجأ إلى سياسة ما يُمكن وصفه بـ “العقاب” ردًا على عدم دعمهم الكامل لحرب إسرائيل على غزة، في ظل استمرار دعمها القوي لحكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة.
بدأت بوادر هذا التباعد مع إعلان إسرائيل إغلاق سفارتها في دبلن هذا الشهر، عقب اعتراف أيرلندا بالدولة الفلسطينية في مايو الماضي، إلى جانب إسبانيا والنرويج. وتصاعد التوتر بشكل ملحوظ بعد تعليق إسبانيا شحنات الأسلحة إلى إسرائيل هذا الشهر، وهو ما قابَلته الولايات المتحدة بتهديد بفرض غرامات على إسبانيا بدعوى انتهاك أنظمة التجارة البحرية.
لم يتوقف الأمر عند التهديد، بل قامت الولايات المتحدة بإرسال شحنة أسلحة كبيرة على متن سفينة توقفت في قاعدة أمريكية في إسبانيا، في خطوة اعتبرتها السلطات الإسبانية انتهاكًا للقانون الإسباني، مما يُمثل تحديًا واضحًا للموقف الإسباني.
يُثير هذا التطور تساؤلات حول مدى استعداد الولايات المتحدة للمضي قدمًا في سياسة “العقاب” تجاه حلفائها المعارضين للحرب الإسرائيلية على غزة. وفي ظل التغيرات السياسية المتوقعة، يُمكن أن تشهد السياسة الخارجية الأمريكية مزيدًا من العدوانية.
على سبيل المثال، أشار دونالد ترامب سابقًا إلى انفتاحه على شن حرب ضد إيران، وضم الضفة الغربية، وإعادة توطين غزة، والانتقام من خصومه. كما أعلن في تصريحات سابقة رغبته في الاستيلاء على جرينلاند وقناة بنما.
ولم يقتصر الاعتراف بفلسطين كدولة على الدول الأوروبية، بل شمل دولًا أخرى أقل نفوذًا مثل أرمينيا، وجزر البهاما، وبربادوس، وجامايكا، وسلوفينيا، وترينيداد. ورغم عدم امتلاك هذه الدول شحنات عسكرية كبيرة إلى إسرائيل، إلا أن بعضها يعتمد بشكل كبير على المساعدات والتجارة الأمريكية لدعم اقتصاداتها، مما يجعلها عرضة للخطر في حال استمرار سياسة “العقاب” الأمريكية.
يُشير هذا الوضع إلى تعقيدات العلاقات الدولية، وتأثير الصراعات السياسية على المصالح الاقتصادية للدول، ويُطرح تساؤلات حول مستقبل هذه العلاقات في ظل التغيرات السياسية المتسارعة.
Keywords: غزة، إسرائيل، الولايات المتحدة، حلفاء، عقاب، ترامب، فلسطين، إسبانيا، أيرلندا، دبلن، شحنات أسلحة، تجارة بحرية، سياسة خارجية، اقتصاد.