دعم أوباما لهاريس يشعل حماس الناخبين في الأيام الأخيرة للحملة
تأثير أوباما: دعمٌ نجميٌّ يُنعشُ حملة هاريس الانتخابية
في خضمّ السباقِ المحمومِ نحو البيتِ الأبيض، يستعينُ المرشحون بكلّ ما أوتوا من قوةٍ لحشدِ الدعمِ الشعبيّ، ولعلّ أقوى هذه الأسلحةِ هو الدعمُ من شخصياتٍ مؤثرةٍ وذاتِ شعبيةٍ جارفةٍ. وفي هذا السياق، برزَ حضورٌ لافتٌ للرئيسِ الأمريكيّ السابق باراك أوباما وزوجتهِ ميشيل، اللذين ألقيا بثقلهما خلفَ نائبَةِ الرئيسِ كامالا هاريس في المرحلةِ الحاسمةِ من الانتخاباتِ الأمريكية.
فمع اقترابِ موعدِ التصويتِ في الخامسِ من نوفمبر، وتحديدًا قبلَ عشرةِ أيامٍ منه، أطلّت ميشيل أوباما على جماهيرَ غفيرةٍ في مدينةِ كالامازو بولايةِ ميشيغان، مُلهبةً حماسَهم دعماً لنائبةِ الرئيس. واستقبلَ الحضورُ السيدةَ أوباما بحفاوةٍ بالغةٍ، مُرددين هتافاتٍ مؤيدةً لكامالا هاريس، في مشهدٍ أعادَ إلى الأذهان أجواءَ الحملاتِ الانتخابيةِ الحماسيةِ التي اشتهرَ بها الزوجانِ أوباما.
ولم يقتصرْ الأمرُ على الحضورِ الجماهيريّ، بل امتدّ إلى وسائل التواصلِ الاجتماعيّ، حيثُ ضجّتِ المنصّاتُ بصورِ و فيديوهاتِ ميشيل أوباما وهي تُلقي خطابَها، وسطَ تفاعلٍ واسعٍ من روّادِ هذه المواقع.
وحرصت ميشيل أوباما خلالَ كلمتها على حثّ الناخبين، وخاصّةً فئةِ الشباب، على المشاركةِ الفاعلةِ في الانتخابات، والتوجهِ إلى صناديقِ الاقتراعِ للإدلاءِ بأصواتهم، مؤكدةً على أهميةِ كلّ صوتٍ في تحديدِ مستقبلِ البلاد.
ويُعَدُّ دعمُ عائلةِ أوباما لكامالا هاريس دفعًا قويًا لحملتها الانتخابية، خاصةً وأنّ الزوجينِ أوباما ما زالا يحظيان بشعبيةٍ واسعةٍ في أوساطِ الأمريكيين، حتى بعدَ مُغادرتِهما للبيتِ الأبيض.
وتُشيرُ استطلاعاتُ الرأيّ الأخيرةُ إلى أنّ شعبيةَ باراك أوباما تُقدّرُ بحوالي 63%، في حين أنّ شعبيةَ ميشيل أوباما تصلُ إلى 69%، وهي نسبٌ مرتفعةٌ جدًا مقارنةً بغيرِهما من الشخصياتِ السياسيةِ في الولاياتِ المتحدة.
ولا شكّ أنّ هذا الدعمَ من عائلةِ أوباما سيعطي دفعةً معنويةً هائلةً لحملةِ كامالا هاريس، وسيُساهمُ في حشدِ المزيدِ من الأصواتِ المؤيدةِ لها، في وقتٍ تُشيرُ فيهِ استطلاعاتُ الرأيّ إلى تقاربٍ شديدٍ بينَ المُرشحين.
قوة النجومية: آل أوباما يدعمون هاريس في الأمتار الأخيرة من السباق الرئاسي
بين الحنين السياسي وقوة التأثير: هل يصنع آل أوباما الفارق في انتخابات 2024؟
مع اقتراب العد التنازلي لانتخابات 2024 الأمريكية، وتحديدًا مع تبقي 10 أيام فقط على التصويت في 5 نوفمبر، كثفت حملة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس من جهودها لحشد الدعم، مستعينةً بقوة نجمية لا يستهان بها، ألا وهي عائلة أوباما.
ففي مشهدٍ جماهيري حاشد بمدينة كالامازو بولاية ميشيغان، خطفت السيدة الأمريكية الأولى السابقة ميشيل أوباما الأضواء بدعمها القوي لهاريس، وسط هتافات حارة من قبل الحضور الذين استجابوا بحماس لدعوتها للتحرك والمشاركة الفعالة في الانتخابات.
ولم يقتصر الأمر على ميشيل أوباما، بل انضم إليها زوجها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في عدة مناسبات رفيعة المستوى، لدعم حملة هاريس، مستغلين شعريتهما الكبيرة وتأثيرهما على الناخبين، خاصةً الأمريكيين السود.
أكثر من مجرد دعم: دروس من الماضي ورهانات المستقبل
لا يقتصر دور آل أوباما على مجرد الظهور في الفعاليات الانتخابية، بل يتعدى ذلك إلى تقديم الاستشارات الاستراتيجية لحملة هاريس، مستفيدين من خبرتهم السابقة في إدارة الحملات الانتخابية الناجحة.
فقد قامت هاريس بتجنيد ديفيد بلوف، العقل المدبر لحملة باراك أوباما المنتصرة عام 2008، لتقديم المشورة لها حتى يوم الانتخابات، مما يعكس حرصها على الاستفادة من دروس الماضي وتجارب القيادة السابقة.
بين التأثير العاطفي ودعم الأقليات: رهانات متعددة لدعم هاريس
يمثل دعم آل أوباما لهاريس أهمية كبيرة لعدة أسباب، أهمها:
التأثير العاطفي: تتمتع ميشيل أوباما بقدرة فائقة على التواصل العاطفي مع الجمهور، مما يجعلها مؤثرة بشكل كبير في حشد الدعم لهاريس، خاصةً بين النساء.
دعم الأقليات: يحظى باراك أوباما بشعبية كبيرة بين الأمريكيين السود، مما يجعله قادرًا على حشد أصواتهم لصالح هاريس، خاصةً في ظل تردد بعضهم في التصويت لامرأة لمنصب الرئيس.
* التأكيد على الكفاءة: يُنظر إلى دعم ميشيل أوباما، بصفتها أول سيدة أولى من أصول أفريقية، على أنه تأكيد قوي على كفاءة هاريس وقدرتها على تولي منصب الرئاسة.
معركة شرسة في الأمتار الأخيرة: هل تصنع شعبية آل أوباما الفارق؟
مع توقعات بفارق ضئيل للغاية بين المرشحين، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح شعبية آل أوباما في حسم المعركة لصالح هاريس؟
لا شك أن دعمهم يمثل دفعة قوية لحملة هاريس، إلا أن المعركة الانتخابية لا تزال مفتوحة على كل الاحتمالات، خاصةً في ظل الاستقطاب السياسي الحاد الذي تشهده الولايات المتحدة الأمريكية.