غضب إعلامي على “بي بي سي” لسحبها فيلمًا وثائقيًا عن معاناة أطفال غزة
أثار قرار هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) سحب فيلم وثائقي يُسلط الضوء على معاناة الأطفال في غزة تحت وطأة الحرب، موجة استنكار واسعة في الأوساط الإعلامية، حيث وقّع أكثر من 500 إعلامي، من بينهم شخصيات بارزة مثل غاري لينيكر وخالد عبد الله وأنيتا راني وميريام مارجوليز، على رسالة مفتوحة تدين ما أسموه ”العنصرية” و”الرقابة” من قبل المؤسسة الإعلامية العريقة. وقد نُشرت الرسالة من قبل منظمة “فنانون من أجل فلسطين – المملكة المتحدة”.
يُدين الموقعون على الرسالة قرار “بي بي سي” حجب الفيلم الوثائقي الذي يكشف الظروف المأساوية التي يعيشها أطفال غزة، واصفين إياه بالـ “غير إنساني”. يأتي هذا القرار في وقتٍ تُشير فيه تقارير إلى وفاة ستة أطفال فلسطينيين في القطاع بسبب انخفاض حرارة الجسم نتيجة البرد القارس ونقص المأوى والملابس الأساسية، جراء الحصار الإسرائيلي والاعتداءات المتكررة.
وأكدت الرسالة على أن “هؤلاء الأطفال يعيشون أصعب ظروف حياتهم تحت وطأة هذا الصراع السياسي، وهذا ما يجب أن يبقى محور اهتمامنا”. كما أعرب الموقعون عن قلقهم البالغ من تدخل جهات سياسية حزبية في هذا القرار، وتأثيره على مستقبل البث الإعلامي في بريطانيا.
يُذكر أن “بي بي سي” سحبت الفيلم الوثائقي بعد حملة شنّها مؤيدون لإسرائيل على محتواه، بحجة الحاجة إلى “مزيد من التدقيق”. ومن بين الذين استهدفهم النشطاء المؤيدون لإسرائيل، عبد الله اليزوري (14 عامًا)، نجل إيمان اليزوري، نائب وزير الزراعة في غزة.
وتشير التقديرات إلى أن حوالي 17,861 طفلًا هم من بين أكثر من 61,000 فلسطيني قُتلوا منذ بدء الهجوم الإسرائيلي المدمر على غزة في 7 أكتوبر 2023، والذي خلّف آثارًا كارثية على الصغار والكبار على حد سواء. وقد دمرت مساحات شاسعة من غزة تمامًا، فيما تُشدد إسرائيل حصارها على القطاع، مانعةً دخول الإمدادات الأساسية من غذاء ودواء، وفقًا لتقارير. كما أشارت منظمة اليونيسف إلى وجود 17,000 طفل غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عنهم في قطاع غزة.
وقد انضم ما لا يقل عن 12 موظفًا من “بي بي سي” إلى الموقعين على الرسالة، كما أدان منتجون ومخرجون مثل براين هيل وريتش بيبايات وسارة آغا قرار سحب الفيلم. وأكدت الرسالة على أن صناعة السينما والتلفزيون في المملكة المتحدة “لن ترضخ لمحاولات إسكات أصوات المدافعين عن حقوق الأطفال والفئات المهمشة”. وشددت على أن “جميع القصص لها الحق في أن تُروى، ولا يجب أن يخضع التدقيق الصحفي لأهواء من يعتبرون بعض الأرواح أقل قيمة من غيرها”.
ومن المقرر أن يناقش مجلس “بي بي سي” الفيلم يوم الخميس، وسط آمال بأن تُلقي الرسالة الضوء على الغضب الشعبي إزاء سحب الفيلم الوثائقي الذي يُوثق معاناة سكان غزة.
Keywords: بي بي سي، غزة، أطفال غزة، فلسطين، إسرائيل، حصار غزة، فيلم وثائقي، رقابة، عنصرية، حقوق الإنسان، اليونيسف.
Writing Style: Professional journalistic.