مساعٍ دبلوماسية لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة وسط تصاعد العنف
في ظل تصاعد حدة القصف الإسرائيلي على لبنان، أفادت وسائل إعلام لبنانية رسمية بتوغل بري إسرائيلي هو الأعمق منذ بدء التصعيد قبل ستة أسابيع، حيث سيطرت القوات الإسرائيلية لفترة وجيزة على تلة في قرية شمع جنوب لبنان، تبعد حوالي 5 كيلومترات عن الحدود، قبل أن يتم طردها بعد اشتباكات عنيفة مع حزب الله صباح السبت. وزعمت التقارير تفجير القوات الإسرائيلية لمرقد شمعون النبي وعدد من المنازل في شمع قبل انسحابها، في حين اكتفى الجيش الإسرائيلي ببيان مقتضب يؤكد استمرار “نشاطه العملياتي المحدود والموضعي والمستهدف في جنوب لبنان” دون التعليق على تفاصيل التوغل.
تزامن هذا التوغل البري مع غارات جوية إسرائيلية مكثفة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، وعدة مناطق في جنوب لبنان، بما في ذلك مدينة صور الساحلية. وأعلن الجيش الإسرائيلي استهداف مواقع تابعة لحزب الله في الضاحية بعد تحذير مسبق للسكان، ولم ترد على الفور أنباء عن وقوع إصابات.
يأتي هذا التصعيد في وقت حساس، حيث يناقش المسؤولون اللبنانيون وحزب الله مسودة اقتراح أمريكي لوقف إطلاق النار، يستند إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى حرب 2006. وقد سلم السفير الأمريكي في لبنان نسخة من المسودة لرئيس البرلمان نبيه بري، الذي يتولى التفاوض نيابة عن حزب الله، في وقت سابق من هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن يقدم بري الرد اللبناني قريباً.
وأكدت مصادر لبنانية مطلعة أن مسؤولي حزب الله يدرسون المسودة وسينقلون موقفهم إلى بري. وفي تصريح لصحيفة الشرق الأوسط، شدد بري على رفض لبنان لأي بند ينتهك سيادته، مُشيراً إلى رفض لبنان تشكيل لجنة دولية للإشراف على الاتفاق تضم أعضاء من دول غربية. وأكد بري استمرار المشاورات حول هذه النقطة وغيرها من التفاصيل، معتبراً أن “الأجواء إيجابية” لكنه أشار إلى أن النتيجة النهائية لا تزال غير مؤكدة.
جهود دولية لوقف إطلاق النار في غزة
بالتزامن مع مساعي وقف إطلاق النار في لبنان، تتواصل الجهود الدولية لإنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة، التي خلفت آلاف الضحايا الفلسطينيين منذ أكتوبر الماضي في أحداث وصفتها منظمات حقوقية وقادة دوليون بأنها جرائم حرب وربما إبادة جماعية. وقد وزع أعضاء مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يدعو إلى “وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار” في غزة