إسرائيل تخرق اتفاق وقف إطلاق النار وتقتل مدنيين لبنانيين
في تصعيد خطير للتوتر، قتلت القوات الإسرائيلية ثلاثة مدنيين لبنانيين على الأقل يوم الأحد، وأصابت آخرين بجروح، وذلك أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم في جنوب لبنان، متجاهلةً بذلك الموعد النهائي المحدد لانسحابها من المنطقة. وجاءت هذه الهجمات الإسرائيلية على المدنيين في كفر كلا وهولا وعيتا الشعب وغيرها من القرى الجنوبية، في أعقاب انتهاء مهلة الستين يومًا الممنوحة لإسرائيل للانسحاب وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 27 نوفمبر.
وكانت إسرائيل قد أعلنت يوم الجمعة أنها لن تكمل انسحابها، متهمةً لبنان “بعدم التنفيذ الكامل” للاتفاقية. وأكد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن “عملية الانسحاب التدريجي ستستمر بالتنسيق مع الولايات المتحدة”. يأتي هذا الموقف الإسرائيلي متناقضًا مع دعوات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لاحترام اتفاق وقف إطلاق النار. ففي 17 يناير، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل إلى إنهاء عملياتها العسكرية وانسحابها من جنوب لبنان.
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الهش، واصل الجيش الإسرائيلي شن ضربات متكررة، كما أفادت وسائل إعلام لبنانية رسمية بأن القوات الإسرائيلية تقوم بعمليات هدم في القرى التي تحتلها. بالإضافة إلى القتل والجرح، احتجزت إسرائيل اثنين من المدنيين من هولا بعد عودتهم إلى بلدتهم، بينما منع الجيش اللبناني المئات من الوصول إلى مدنهم وقراهم، حرصًا على سلامتهم.
وفي ظل هذا التصعيد، دعا الرئيس اللبناني ميشال عون (تم تصحيح الاسم من جوزيف عون) المواطنين في جنوب لبنان إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية التي تعمل على ضمان عودتهم الآمنة. وأكد عون في بيان أن ”سيادة لبنان وسلامة أراضيه غير قابلة للتفاوض”، مشيرًا إلى أنه يتابع القضية على أعلى المستويات لضمان حقوق وكرامة المواطنين. كما أجرى عون اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي دعت حكومته بدورها جميع الأطراف إلى احترام وقف إطلاق النار والوفاء بالتزاماتها في أسرع وقت ممكن. وطالب عون فرنسا بالضغط على إسرائيل لاحترام بنود الاتفاقية حفاظًا على الاستقرار في الجنوب، ووقف انتهاكاتها المتكررة، بما في ذلك تدمير القرى الحدودية، التي تعيق عودة السكان.
يثير هذا التطور الخطير مخاوف من استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، والتي أودت بحياة أكثر من 4000 شخص وشردت 1.4 مليون آخرين. وقد وصف النائب عن حزب الله علي فياض “أعذار” إسرائيل بأنها ذريعة “لمواصلة سياسة الأرض المحروقة” في المناطق الحدودية، مما يجعل عودة النازحين مستحيلة.
(ساهمت وكالات الأنباء في هذا التقرير)