الجيش الإسرائيلي يُكثّف توغله في سوريا: غارة ثالثة خلال شهر
إسرائيل تُحصّن حدودها في الجولان مع تصاعد التوترات الإقليمية
تزايد النشاط العسكري الإسرائيلي في القنيطرة يثير مخاوف من تصعيد أوسع
أفادت مصادر محلية سورية، بما في ذلك تجمع أحرار حوران، عن قيام القوات الإسرائيلية بشن غارات متكررة على محافظة القنيطرة جنوب غربي سوريا، بالقرب من هضبة الجولان المحتلة، خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول. ووصفت هذه المصادر التحركات الإسرائيلية بأنها “توغلات” داخل الأراضي السورية، مشيرة إلى أنها تأتي في سياق مساعي إسرائيل لتعزيز مواقعها العسكرية في المنطقة في ظل تصاعد التوترات مع حزب الله في لبنان وغزة.
وأكدت التقارير أن الجيش الإسرائيلي قام بعمليات تجريف واسعة النطاق داخل الأراضي السورية، مستخدماً جرافات وحفارات ثقيلة، بهدف إقامة حواجز ترابية وشق طرق جديدة لتسهيل حركة الآليات العسكرية. وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن صور الأقمار الصناعية أظهرت قيام إسرائيل بحفر خندق بطول 7 كيلومترات على طول الحدود بين مرتفعات الجولان المحتلة والأراضي السورية.
ويرى محللون أن هذه التحركات الإسرائيلية تأتي في إطار استراتيجية أوسع تهدف إلى منع أي وجود عسكري لحزب الله أو إيران بالقرب من حدود الجولان. ونقل موقع “العربي الجديد” عن الناشط السوري عاصم الزعبي، قوله إن “الهدف الواضح من هذه التحركات هو منع أي مجموعات مرتبطة بحزب الله وإيران من الاقتراب من الشريط الحدودي”.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، حيث تشن إسرائيل هجوماً عسكرياً على لبنان يستهدف مواقع حزب الله، بالتزامن مع تصاعد المواجهات في غزة. ويثير هذا التصعيد مخاوف من اتساع رقعة الصراع وانجراف سوريا إلى مواجهة عسكرية واسعة النطاق، خاصة في ظل وجود قوات روسية في بعض مناطق القنيطرة.
ورغم عدم رد قوات النظام السوري على التحركات الإسرائيلية حتى الآن، إلا أن مراقبين يرون أن استمرار هذه التحركات قد يدفع دمشق إلى اتخاذ موقف أكثر حزماً، خاصة في ظل الانتقادات الداخلية المتزايدة لسياسة “الصمت” التي تنتهجها الحكومة السورية تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لسيادتها.
الكلمات المفتاحية: إسرائيل، سوريا، القنيطرة، الجولان، حزب الله، إيران، التوترات، التصعيد، الغارات، الحدود.