إعصار “دانا” يضرب الهند: دمار واسع وخسائر محدودة
ضرب إعصار “دانا” الساحل الشرقي للهند في وقت متأخر من ليلة أمس، مصحوبًا برياح عاتية وأمطار غزيرة، مما تسبب في أضرار مادية جسيمة، لكن بفضل جهود الإخلاء الضخمة، تم تجنب وقوع خسائر بشرية كبيرة.
وقد تم إجلاء أكثر من 1.1 مليون شخص من المناطق الساحلية المعرضة للخطر في ولايتي أوديشا والبنغال الغربية إلى ملاجئ آمنة قبل وصول الإعصار.
ووصف سيدارث سوين، مسؤول في منطقة بوري الساحلية، الأضرار التي خلفها الإعصار بأنها “هائلة”، حيث اقتلعت الرياح العاتية العديد من الأشجار وأعمدة الكهرباء، ودمرت المحلات التجارية المؤقتة المنتشرة على طول الشاطئ.
وأكدت التقارير أن الإعصار “دانا” ضرب اليابسة مصحوبًا برياح بلغت سرعتها 120 كيلومترًا في الساعة، وتسبب في ارتفاع منسوب مياه البحر إلى 1.15 مترًا، مما أدى إلى غمر أجزاء من الساحل.
ولم تقتصر الأضرار على المناطق الساحلية فقط، بل امتدت لتشمل غابة سونداربانس، أكبر غابة منغروف في العالم، حيث تسببت الرياح العاتية في اقتلاع مئات الأشجار. كما تضررت مئات المنازل في المناطق الساحلية، وتضررت أسطح العديد منها.
وعلى الرغم من الدمار الذي خلفه الإعصار، إلا أن الجهود المبذولة في مجال التنبؤ بالأحوال الجوية والتخطيط الفعال لعمليات الإخلاء ساهمت بشكل كبير في الحد من الخسائر البشرية.
يذكر أن إعصار “ريمال” الذي ضرب المنطقة في مايو الماضي، تسبب في مقتل 48 شخصًا على الأقل في الهند و 17 شخصًا في بنغلاديش.
ويحذر العلماء من أن ظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المحيطات، مما يزيد من قوة الأعاصير وشدتها.
وتساهم درجات حرارة المحيطات المرتفعة في زيادة كمية بخار الماء في الغلاف الجوي، مما يوفر طاقة إضافية للعواصف ويؤدي إلى زيادة سرعة الرياح.
كما يسمح الجو الأكثر دفئًا للعواصف بحمل كميات أكبر من المياه، مما يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة وفيضانات مدمرة.
