إيران تُعلن نجاح إطلاق صاروخ سيمرغ الفضائي
إيران تُعلن نجاح إطلاق فضائي جديد وسط توترات إقليمية متصاعدة
(الكلمات المفتاحية: إيران، إطلاق فضائي، سيمرغ، صاروخ، برنامج فضائي، توترات، أسلحة نووية، عقوبات)
أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية يوم الجمعة عن نجاح إطلاقها لصاروخ “سيمرغ” حامل للأقمار الصناعية، في خطوة تُعد الأحدث ضمن برنامجها الفضائي الطموح، والذي يثير قلق المجتمع الدولي بشأن ارتباطه بتطوير الصواريخ الباليستية. تم الإطلاق من مركز الإمام الخميني الفضائي في محافظة سمنان، حاملاً ما وصفته طهران بـ”نظام دفع مداري” وجهازين بحثيين إلى مدار يرتفع 400 كيلومتر عن سطح الأرض.
يُعتقد أن هذا النظام الجديد للدفع المداري سيمنح إيران القدرة على تغيير مدارات أقمارها الصناعية، وهو تطور تكنولوجي تسعى إليه طهران منذ فترة. كما أعلنت إيران أن حمولة الصاروخ “سيمرغ” بلغت 300 كيلوغرام، وهي أعلى حمولة تم تحقيقها في عمليات الإطلاق الناجحة السابقة.
يأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما مع استمرار الحرب الإسرائيلية على حماس في غزة، وتوتر الأوضاع في لبنان. وقد أعربت الولايات المتحدة سابقاً عن قلقها من برنامج إيران الفضائي، معتبرةً إياه تحدياً لقرارات مجلس الأمن الدولي، وحثت طهران على الامتناع عن أي أنشطة تتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية. يُذكر أن عقوبات الأمم المتحدة المتعلقة ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني قد انتهت في أكتوبر 2023.
قلق دولي من تبعات البرنامج الفضائي الإيراني
أشار تقرير استخباراتي أمريكي صدر في يوليو الماضي إلى أن تطوير إيران لمركبات الإطلاق الفضائية، بما فيها “سيمرغ”، قد يُسهم في تقصير المدة الزمنية اللازمة لإنتاج صاروخ باليستي عابر للقارات، في حال قررت طهران السير في هذا الاتجاه، نظراً لتشابه التقنيات المستخدمة في كلا البرنامجين.
شهد البرنامج الفضائي الإيراني تباطؤاً خلال فترة رئاسة حسن روحاني، خشيةً من زيادة التوترات مع الغرب. إلا أن الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، دفع البرنامج قدماً بعد توليه السلطة في عام 2021. أما الرئيس الحالي، إبراهيم رئيسي، فقد أبدى رغبته في التفاوض مع الغرب بشأن العقوبات، ولكنه لم يكشف بعد عن استراتيجيته فيما يتعلق بالبرنامج الفضائي.
يُعد هذا الإطلاق هو الأول لصاروخ “سيمرغ” في عهد الرئيس رئيسي ضمن برنامج الفضاء المدني. وكان الحرس الثوري الإيراني قد أجرى إطلاقاً ناجحاً لصاروخ آخر في سبتمبر الماضي، ضمن برنامج فضائي موازٍ.
إيران تُصر على الطبيعة السلمية لبرنامجها
تجدر الإشارة إلى أن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات يمكن استخدامها لحمل أسلحة نووية. وتُنتج إيران حالياً يورانيوم مُخصب بمستويات تقترب من مستويات تصنيع الأسلحة، بعد انهيار الاتفاق النووي مع القوى العالمية. وقد حذر رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراراً من امتلاك إيران كميات كافية من اليورانيوم المخصب لصنع “عدة” أسلحة نووية، إذا ما قررت ذلك.
في المقابل، تُصرّ إيران على أن برنامجها الفضائي، شأنه شأن برنامجها النووي، مخصص للأغراض السلمية البحتة، ونفت مراراً سعيها لامتلاك أسلحة نووية. مع ذلك، تؤكد وكالات الاستخبارات الأمريكية والوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران كانت لديها برنامج نووي عسكري منظم حتى عام 2003. ولم يصدر حتى الآن أي تأكيد مستقل لنجاح عملية الإطلاق، ولم يعلق الجيش الأمريكي على الأمر.