استشهاد أسيرين غزيين في سجون الاحتلال يرفع عدد الضحايا لـ47
وفيات غامضة لأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال تثير المخاوف
(صورة أرشيفية: سجن عوفر، أحد مراكز الاعتقال الإسرائيلية المعروفة بانتهاكات حقوق الإنسان – غيتي)
أعربت منظمات حقوقية فلسطينية عن قلقها البالغ إزاء وفاة أسيرين فلسطينيين من قطاع غزة داخل السجون الإسرائيلية في ظروف وصفتها بالـ “غامضة”. وبهذه الوفاة المأساوية، يرتفع عدد وفيات الأسرى الفلسطينيين من غزة في السجون الإسرائيلية منذ بدء الحرب الأخيرة إلى 47 على الأقل، مما يسلط الضوء على تدهور أوضاعهم داخل مراكز الاحتجاز.
الأسيران هما محمد إدريس (35 عاماً) ومعاذ ريان (31 عاماً). توفي إدريس في سجن عوفر، الواقع في الضفة الغربية المحتلة، وهو سجن ذو سمعة سيئة بسبب ما يُوثّق من انتهاكات منهجية وتعذيب وأشكال أخرى من العنف ضد المعتقلين الفلسطينيين. أما ريان، فقد توفي في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، ولم يُعلن عن وفاته إلا بعد أن طالبت منظمات حقوقية السلطات الإسرائيلية بالكشف عن مصيره. ولم يُكشف عن مكان احتجاز ريان أو ظروف وفاته، مما يزيد من غموض الموقف.
أعلنت كل من هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وجمعية الأسير الفلسطيني، وجمعية الضمير لحقوق الإنسان، في بيان مشترك، عن تلقيها نبأ وفاة إدريس يوم الجمعة. وأكدت هذه المنظمات أن إدريس لم يكن يعاني من أي مشاكل صحية قبل اعتقاله في 25 أغسطس/آب. في المقابل، عانى ريان، الذي اعتقل في 21 أكتوبر/تشرين الأول، من مشاكل صحية خطيرة وشلل أثناء احتجازه.
ونددت المنظمات الحقوقية بالانتهاكات والجرائم الممنهجة التي ترتكب داخل سجون الاحتلال، بما في ذلك التعذيب والتجويع والاعتداء الجنسي والاغتصاب والإهمال الطبي. وحذرت من أن “استمرار هذه الأوضاع الكارثية، وخاصة بالنسبة للأسرى المرضى والجرحى، سيؤدي إلى المزيد من الوفيات”. كما انتقدت المنظمات عدم تعاون سلطات السجون الإسرائيلية في الكشف عن معلومات حول حالة الأسرى الفلسطينيين، ورفضها الإعلان عن وفياتهم.
منذ بدء الحرب على غزة، اعتقلت القوات الإسرائيلية آلاف الفلسطينيين. ويُقدر عدد المعتقلين الفلسطينيين من الضفة الغربية في السجون الإسرائيلية بأكثر من 11,900 أسير. أما العدد الدقيق للمعتقلين من غزة، فلا يزال غير معروف، على الرغم من تقديرات تشير إلى أنه بالآلاف. وفي فبراير 2024، أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأن 3120 من سكان غزة محتجزون في السجون الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023. ويُعتقد أن عدد الوفيات الفعلي أعلى من المعلن، نظراً لتكتم السلطات الإسرائيلية على هذه المعلومات.
ولا يزال الفلسطينيون في غزة يتعرضون للاعتقال التعسفي والاختفاء القسري، قبل نقلهم إلى مراكز احتجاز مختلفة. ومن بين المعتقلين ضياء الكحلوت، مدير مكتب غزة لموقع “العربي الجديد”. وتثير هذه الاعتقالات والوفيات الغامضة مخاوف جدية حول سلامة وحياة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
الكلمات المفتاحية: سجن عوفر، أسرى فلسطينيون، قطاع غزة، انتهاكات، سجون الاحتلال، اعتقالات، وفيات، حقوق الإنسان، المرصد الأورومتوسطي، ضياء الكحلوت، العربي الجديد.