تصاعد العنف الإسرائيلي: استشهاد طفلين فلسطينيين و تعطيل التعليم في جنين
(الكلمات المفتاحية: فلسطين، إسرائيل، جنين، الضفة الغربية، أطفال، قتل، تعليم، عنف، غارات)
شهدت الضفة الغربية المحتلة يوم الجمعة الماضي فصلاً جديداً من فصول العنف الإسرائيلي المتصاعد، حيث استشهد طفلين فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية خلال غارات عسكرية، وسط استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المنطقة. و يأتي هذا الحادث المأساوي في ظل تصاعد وتيرة العنف والتي أدت إلى استشهاد مئات الأطفال الفلسطينيين منذ يناير 2023، وفقاً لتقارير حقوقية.
أفادت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين (DCIP) أن الطفلة ريماس عموري (13 عاماً) استشهدت في منطقة الجابريات بجنين، بينما استشهدت إيمان حيموني في منطقة الكسارة جنوب الخليل. و أوضحت الحركة أن حيموني أصيبت برصاصة في ظهرها أطلقها جندي إسرائيلي بالقرب من منزل عائلتها خلال عملية توغل، ونقلت إلى مستشفى علي المحتسب حيث فارقت الحياة. أما عموري، فقد أصيبت بخمس رصاصات في فناء منزل عائلتها، واستمر الجنود الإسرائيليون بإطلاق النار حتى أثناء محاولة عائلتها إسعافها. ونقلت إلى مستشفى جنين الحكومي لكنها وصلت متوفية. وشيعت جنازة عموري يوم السبت في مقبرة مخيم جنين للاجئين، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية ”وفا”.
و ندد عايد أبو قطيش، مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، باستمرار انتهاكات القوات الإسرائيلية لحقوق الأطفال الفلسطينيين، مؤكداً على “استهتار القوات الإسرائيلية بأرواح الأطفال الفلسطينيين، وإفلاتهم المنهجي من العقاب”. وأضاف: “من المروع أن يسمح قادة العالم لإسرائيل بقتل الأطفال الفلسطينيين بهذه الوحشية دون أي مساءلة”.
و في نفس اليوم، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، مدينة طولكرم في الضفة الغربية. و برفقة جنود إسرائيليين، اقتحم نتنياهو منزل عائلة فلسطينية، وتفاخر بـ”تسطيح شوارع بأكملها”، وأمر الجيش الإسرائيلي بتكثيف عملياته في المنطقة، في أعقاب تفجير حافلة في تل أبيب.
و سجلت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال استشهاد 16 طفلاً فلسطينياً في الضفة الغربية المحتلة منذ بداية عام 2025، ثمانية منهم جراء غارات جوية. و منذ يناير 2023، بلغ عدد الأطفال الفلسطينيين الذين استشهدوا في الضفة الغربية 224 طفلاً، وهو ما يمثل نصف عدد الأطفال الذين استشهدوا منذ عام 2005، وفقاً لسجلات الحركة.
أزمة التعليم تتفاقم في جنين
أعلنت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) تعليق أنشطتها التعليمية في مركز إبداع المعلمين في جنين، بعد الاعتداء الإسرائيلي على المدينة الذي بدأ في يناير الماضي. و ترك هذا القرار 200 طفل دون دعم نفسي واجتماعي في المدينة المنكوبة. و أشارت اللجنة إلى أن تعليق الأنشطة التعليمية جزء من “أزمة تعليم أوسع” تؤثر على الأطفال الفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة الغربية منذ بداية العام.
و قال رفعت صباح، المدير العام لمركز إبداع المعلمين، إن التعليق يعني “حرمان 200 طفل من أنشطة من شأنها أن تساعدهم على التعافي من صدمة العنف الذي تعرضوا له”. و أضاف: “بالنسبة للأطفال في الأزمات، فإن التعليم أكثر من مجرد تعلم – إنه شريان حياة للاستقرار والأمل والتعافي، بالإضافة إلى توفير مساحات آمنة هم في أمس الحاجة إليها”.
و في عام 2024، عانى أكثر من 806,000 طالب في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة من محدودية الوصول إلى التعليم.
و في يوم السبت، شنت القوات الإسرائيلية غارات على بلدة ياصيد، شمال نابلس، بالإضافة إلى هجمات مستمرة على طولكرم ومخيم طولكرم للاجئين، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”. كما أفادت الوكالة بوصول تعزيزات عسكرية إسرائيلية إلى جنين.