توتّر أمني واعتقالات في مباراة فرنسا وإسرائيل بباريس
توترات أمنية في مباريات كرة القدم: من باريس إلى أمستردام
شهدت مباريات كرة القدم مؤخرًا أحداثًا أمنية متوترة، بدءًا من احتكاكات محدودة في باريس وصولًا إلى أعمال عنف وشغب في أمستردام، مما يثير تساؤلات حول التحديات الأمنية التي تواجهها هذه الفعاليات الرياضية.
هدوء حذر في مباراة فرنسا وإسرائيل:
انتشرت قوات أمنية فرنسية مكثفة، قوامها حوالي 4000 فرد من الشرطة وقوات الأمن بالإضافة إلى 1600 من أفراد الأمن المدني، لتأمين مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل في باريس. وشهدت المباراة توترات محدودة بين جماهير الفريقين، حيث تدخل المشرفون لمنع وقوع اشتباكات في المدرجات. وأكد لوران نونيز، قائد شرطة باريس، في تصريح لقناة “فرانس 2” حدوث شجار بسيط تمت السيطرة عليه على الفور، مشيرًا إلى أن المباراة سارت بشكل جيد من الناحية الأمنية. وأفادت مصادر أمنية باعتقال شخص على خلفية هذه الأحداث، فيما يجري البحث عن آخر تم التعرف عليه عبر كاميرات المراقبة. يُذكر أن المباراة شهدت حضورًا جماهيريًا ضعيفًا بلغ 16,611 متفرجًا فقط في ملعب يتسع لـ 80,000، وهو أقل حضور جماهيري يسجل في مباريات المنتخب الفرنسي للرجال على هذا الملعب منذ بنائه في أواخر التسعينيات. وانتهت المباراة بالتعادل السلبي، وهي نتيجة كافية لتأهل فرنسا إلى الدور ربع النهائي من دوري الأمم الأوروبية.
أحداث شغب وصدامات في أمستردام:
على صعيد آخر، شهدت العاصمة الهولندية أمستردام الأسبوع الماضي أحداث شغب وعنف في أعقاب مباراة لكرة القدم بين فريقي أياكس ومكابي تل أبيب في الدوري الأوروبي. وتعرض مشجعو مكابي لمطاردة واعتداءات من قبل شبان على دراجات نارية. وكانت سلطات المدينة قد أشارت إلى قيام مشجعين إسرائيليين بحرق العلم الفلسطيني، ومهاجمة سيارة أجرة، وترديد هتافات معادية للعرب قبل المباراة. ووصفت عمدة أمستردام، فيمكي هالسيما، هذه الأحداث بأنها ”مزيج سام من معاداة السامية والشغب”، بينما ألقى السياسي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز باللوم على “المسلمين” في أعمال العنف. وتأتي هذه الأحداث في ظل تصاعد المشاعر المعادية لإسرائيل وازدياد الأعمال المعادية للسامية في جميع أنحاء العالم، بالتزامن مع تصاعد الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة ولبنان.
تحديات أمنية متزايدة:
تسلط هذه الأحداث الضوء على التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجهها مباريات كرة القدم، وتؤكد ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية والتنسيق بين الجهات المعنية للحد من أعمال العنف والشغب وضمان سلامة الجماهير واللاعبين. كما تدعو هذه الأحداث إلى مواجهة خطاب الكراهية والتعصب الذي يُسهم في تأجيج التوترات ويُهدد السلم الأهلي.