بايدن يعتذر رسميًا عن “الفصل المظلم” للمدارس الداخلية الهندية
بايدن يعتذر رسميًا عن معاملة أطفال السكان الأصليين في المدارس الداخلية
واشنطن – في خطوة تاريخية، يستعد الرئيس الأمريكي جو بايدن لتقديم اعتذار رسمي عن المعاملة السيئة التي تعرض لها أطفال السكان الأصليين في نظام المدارس الداخلية الذي تديره الحكومة الأمريكية.
ووصف بايدن هذه الخطوة بأنها “شيء كان ينبغي القيام به منذ وقت طويل”، معترفًا بالمعاناة التي عاشها أطفال السكان الأصليين على مدار أكثر من 150 عامًا.
فصل مظلم من التاريخ الأمريكي
منذ أوائل القرن التاسع عشر وحتى سبعينيات القرن الماضي، سعت المدارس الداخلية، التي كانت تديرها الحكومة الأمريكية، إلى استيعاب أطفال السكان الأصليين قسرًا في المجتمع الأمريكي، جاعلة إياهم يتخلون عن ثقافتهم ولغتهم وتقاليدهم.
وكشف تقرير حكومي حديث عن تفاصيل مروعة عن الانتهاكات التي حدثت في هذه المدارس، بما في ذلك الاعتداء الجسدي والعقلي والجنسي. وأشار التقرير إلى وفاة ما لا يقل عن 973 طفلاً في هذه المدارس، كان الكثير منهم بعيدًا عن منازلهم وعائلاتهم.
الاعتراف بالماضي من أجل مستقبل أفضل
وأكد البيت الأبيض في بيان له أن الاعتذار يأتي في إطار السعي “لتذكر وتعليم تاريخنا الكامل، حتى عندما يكون مؤلمًا”.
ويأتي اعتذار بايدن بعد اعترافات مماثلة من كندا ودول أخرى حول العالم بالانتهاكات التاريخية التي ارتكبت بحق السكان الأصليين.
خطوة تاريخية
ومن المقرر أن يقدم بايدن اعتذاره الرسمي خلال زيارة لمحمية نهر جيلا الهندية في أريزونا، وهي ولاية تضم واحدة من أكبر التجمعات السكانية للسكان الأصليين في الولايات المتحدة.
ويأتي اختيار أريزونا، التي فاز بها بايدن بفارق ضئيل في انتخابات عام 2020، في وقت تشهد فيه البلاد حملة انتخابية متقاربة بين نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.
وزيرة من السكان الأصليين تقود جهود الكشف عن الحقيقة
وكانت وزيرة الداخلية ديب هالاند، أول وزير من السكان الأصليين في تاريخ الولايات المتحدة، قوة دافعة وراء التحقيق الذي أدى إلى إصدار التقرير.
وقالت هالاند، التي تنتمي عائلتها لضحايا نظام المدارس الداخلية، إن “هذا الفصل الرهيب ظل مخفيًا عن كتب التاريخ لعقود”. وأضافت أن “عمل الإدارة الحالية سيضمن ألا ينسى أحد ذلك أبدًا”.
الاعتذار وحده لا يكفي
ويرى العديد من قادة السكان الأصليين أن الاعتذار، على الرغم من أهميته الرمزية، لا يكفي لمعالجة الإرث المؤلم لنظام المدارس الداخلية. ويطالبون الحكومة الأمريكية باتخاذ خطوات ملموسة لتعويض الضحايا ودعم مجتمعاتهم.
وتشمل هذه المطالب توفير التمويل اللازم لبرامج الصحة العقلية والتعليم والتنمية الاقتصادية في مجتمعات السكان الأصليين، بالإضافة إلى الاعتراف الرسمي بسيادتهم على أراضيهم.