اعتقال محمود خليل: احتجاجات واسعة ومخاوف من قمع الحريات
حملة قمعية ضد الطلاب الفلسطينيين في الولايات المتحدة: قضية محمود خليل نموذجًا
تتصاعد موجة الغضب والاستنكار في الولايات المتحدة الأمريكية إثر اعتقال الناشط الفلسطيني محمود خليل، المقيم في نيويورك، دون مذكرة قضائية، في حادثة أثارت مخاوف واسعة النطاق بشأن حرية التعبير وحقوق الطلاب، خاصة الفلسطينيين منهم. وقد امتدت هذه الحملة لتشمل اعتقالات أخرى ومداهمات في حرم جامعة كولومبيا، مما يزيد من حدة التوتر والقلق.
في الثامن من مارس، أثناء عودته إلى منزله برفقة زوجته الحامل، تم اعتراض خليل، وهو خريج جامعة كولومبيا، من قبل عناصر أمنية لم تكشف عن هويتها أو سبب الاعتقال. هذا الاعتقال التعسفي أثار موجة من الإدانات تجاوزت دائرة النشطاء الفلسطينيين، حيث أعرب الكثيرون عن قلقهم إزاء دوافعه الحقيقية، خاصة في ظل التقارير التي تتحدث عن مداهمات حكومية في حرم الجامعة.
خليل، حامل البطاقة الخضراء ومتزوج من مواطنة أمريكية، يُعتقد أن تاريخه في الاحتجاج على السياسة الخارجية الأمريكية هو السبب الرئيسي وراء استهدافه. وهذا يثير تساؤلات خطيرة حول مدى احترام الإدارة الأمريكية لحقوقه المكفولة دستوريًا، بما في ذلك حرية التعبير والإقامة. أحد المحامين الحقوقيين وصف هذا الاعتقال بأنه “محاولة واضحة لاستخدام خليل كعبرة لترهيب المعارضين وإسكات الأصوات المنتقدة”.
ولم يتوقف الأمر عند خليل، فقد طالت الحملة القمعية طلابًا فلسطينيين آخرين، من بينهم لقاء كردية، طالبة في جامعة كولومبيا من الضفة الغربية، والتي تم اعتقالها بتهمة تجاوز تأشيرة طالب F-1. كما أفادت تقارير بإلغاء تأشيرة طالب هندي في كولومبيا بسبب “دعمه” المزعوم لحركة حماس.
هذه الأحداث تأتي في سياق تصاعد التوتر والضغوط على الطلاب الفلسطينيين في الجامعات الأمريكية، حيث أصدرت جامعة كولومبيا بيانًا مثيرًا للجدل أعلنت فيه أنها لن توفر الحماية لطلابها الدوليين، وحثتهم على “الحفاظ على مستوى منخفض”. كما ألغت الجامعة تأشيرات ودبلومات طلاب شاركوا في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين.
تتزايد الأدلة على وجود صلة مباشرة بين إدارة ترامب (في حال كانت الأحداث خلال فترة رئاسته) وهذه الحملة القمعية. ففي شكوى قانونية حديثة، أفاد خليل بأنه سمع أحد العناصر الأمنية يقول: ”البيت الأبيض يطلب تحديثًا”. كما تعهد ترامب (في حال كان الرئيس آنذاك) بأن اعتقال خليل سيكون “الأول من بين الكثيرين”.
هذه الحملة القمعية ضد الطلاب الفلسطينيين تثير قلقًا بالغًا بشأن مستقبل حرية التعبير والحقوق المدنية في الولايات المتحدة. فبغض النظر عن المواقف السياسية، يجب أن يدافع الجميع عن حق الأفراد في التعبير عن آرائهم دون خوف من الملاحقة أو الاعتقال.
الكلمات المفتاحية: محمود خليل، فلسطين، الولايات المتحدة، حرية التعبير، حقوق الطلاب، جامعة كولومبيا، اعتقال، قمع، تأشيرة طالب، ترامب (في حال كان السياق يتحدث عن فترة رئاسته).