الأردن يؤكد حماية سيادته الجوية ويُحذّر من الشائعات
وسط تصاعد التوترات الإقليمية، ينفي الأردن السماح لإسرائيل باستخدام مجاله الجوي لشن غارات على إيران.
عمّان – في بيانٍ رسميّ صدر يوم السبت، نفى الجيش الأردني بشكلٍ قاطعٍ السماح لأيّ طيرانٍ عسكريٍّ أجنبيٍّ بعبور الأجواء الأردنية. وجاء هذا النفي ردًّا على تقارير إعلامية وروايات شهود عيان تحدثت عن تحليق طائرات حربية في سماء المملكة بالتزامن مع غارات إسرائيلية استهدفت مواقع في إيران وسوريا.
وأكّد مصدرٌ عسكريٌّ أردنيٌّ، فضّل عدم الكشف عن هويته، أنّ القوات المسلحة الأردنية تُتابع عن كثبٍ التصعيد العسكريّ في المنطقة، وأنّ سلاح الجوّ الملكيّ الأردنيّ على أهبة الاستعداد لحماية سيادة الأردنّ وأمنه، ومُراقبة الوضع عن كثب.
ودعا المصدر المواطنين إلى توخّي الحذر والحصول على المعلومات من مصادرها الرسمية فقط، وعدم الانسياق وراء الشائعات التي لا أساس لها من الصحة والتي يتمّ تداولها على نطاقٍ واسعٍ على منصّات التواصل الاجتماعيّ.
وكانت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعيّ في الأردن تُظهر ما بدا أنها طائرات مقاتلة تُحلّق في السماء، وأرفقت بتعليقات تُشير إلى أنّها إسرائيلية.
ويأتي الموقف الأردنيّ الحازم في سياقٍ تاريخيٍّ ثابتٍ تؤكّد فيه عمّان على الدوام رفضها القاطع لتحويل أراضيها إلى ساحةٍ لتصفية الحسابات، وعدم السماح لأيّ طرفٍ كان بانتهاك سيادتها أو تهديد أمنها القوميّ.
ما هو المجال الجويّ السياديّ للدول؟
تُعرّف صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية المجال الجويّ السياديّ للدولة بأنّه المنطقة الجوية التي تعلو أراضيها ومياهها الإقليمية، باستثناء الفضاء الخارجيّ. ولا يوجد اتفاق دوليّ على الارتفاع الذي ينتهي عنده المجال الجويّ السياديّ للدولة ويبدأ عنده الفضاء الخارجيّ، لكنّ الارتفاع الذي يقلّ عن 100 كيلومتر فوق مستوى سطح البحر يُعتبر جزءًا من المجال الجويّ السياديّ للدولة.
ووفقًا للصحيفة، فإنّ تحليق طائرة عسكرية فوق الأردن دون إذن يُعدّ انتهاكًا لسيادتها، ويحقّ للأردنّ الردّ على ذلك بعدّة طرق، بما في ذلك استدعاء السفير أو تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدوليّ.
يُذكر أنّ الأردنّ كان قد أعلن في شهر آب/أغسطس الماضي أنّه لن يسمح لأيّ دولة باستخدام مجاله الجويّ لأغراض عسكرية، وذلك في ظلّ تصاعد التوتّرات بين إسرائيل وإيران. وجاء هذا الموقف بعد تقارير إعلامية أفادت في شهر نيسان/أبريل الماضي أنّ الأردنّ سمح لطائرات حربية إسرائيلية بدخول مجاله الجويّ لضرب أهداف إيرانية.
عملية “أيام التوبة” الإسرائيلية
وفي سياقٍ متصل، ذكرت تقارير إعلامية أنّ أكثر من 100 طائرة حربية إسرائيلية، من بينها طائرات “إف-35″ و”إف-16” و”إف-15″، شاركت في غارات جوية استهدفت مواقع في إيران يوم السبت. واستهدفت الموجة الأولى من الغارات مواقع رادارات ودفاعات جوية إيرانية، في حين استهدفت الموجات اللاحقة مواقع عسكرية ومنصّات صواريخ وطائرات مُسيّرة.
ووفقًا للتقارير، فإنّ الطائرات الإسرائيلية نفّذت الغارات في مجموعات تتألّف من 25 إلى 30 طائرة، فيما وُصفت العملية باسم “عملية أيام التوبة”.