تركيا تُجدد التزامها بقوات حفظ السلام في لبنان وسط توترات متصاعدة
أنقرة تؤكد على أهمية دورها في اليونيفيل وتنتقد تقاعس الأمم المتحدة
في خطوة تعكس التزامها المستمر بدعم السلام والاستقرار في المنطقة، أعلن البرلمان التركي عن تمديد مشاركة قواته في مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان لمدة عام إضافي، وذلك وفقًا لما أوردته وكالة الأناضول للأنباء يوم الأربعاء.
وتُعد تركيا من الدول المساهمة في قوات اليونيفيل منذ عام 2006، حيث ينتشر حاليًا 97 جنديًا تركيًا في جنوب لبنان، في منطقة تشهد توترات أمنية متصاعدة نتيجة الصراع الدائر بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أهمية الدور الذي تضطلع به بلاده في اليونيفيل، مشيرًا إلى مساهمتها الفعالة في تنفيذ عمليات حفظ السلام. وفي كلمته أمام البرلمان خلال طرح مقترح تمديد المشاركة التركية، شدد أردوغان على أن “مواصلة مساهمتنا أمرٌ في غاية الأهمية”.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب انتقادات حادة وجهها أردوغان للأمم المتحدة في منتصف أكتوبر الماضي، حيث اتهمها بالتقاعس عن منع إسرائيل من استهداف قوات حفظ السلام التابعة لها في جنوب لبنان. ووصف أردوغان، المعروف بمواقفه المنتقدة لإسرائيل، صورة الأمم المتحدة التي عجزت عن حماية موظفيها بأنها “مخزية ومقلقة”.
وأضاف أردوغان في خطاب متلفز: “هل يُعقل أن تخترق الدبابات الإسرائيلية منطقة عمليات اليونيفيل وتهاجم جنود حفظ السلام، بل وتُصيب بعضهم بجروح، بينما يكتفي مجلس الأمن بمراقبة هذه الجرائم من بعيد؟ هذا ما نسميه العجز بعينه”.
من جانبها، أدانت الأمم المتحدة الهجمات الإسرائيلية على قوات اليونيفيل، حيث وصفها الأمين العام أنطونيو غوتيريش بأنها “قد تُشكّل جريمة حرب”.
ورغم هذه التوترات، رفضت قوة اليونيفيل، التي تضم حوالي 9500 جندي من جنسيات مختلفة، مغادرة مواقعها، مؤكدةً على مواصلة تنفيذ مهامها التي بدأت في أعقاب الغزو الإسرائيلي للُبنان عام 1978. واتهمت قوة حفظ السلام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار عمدًا على مواقعها.