الصراع الإسرائيلي اللبنانيحزب اللهمنوعات

الجيش الإسرائيلي يهدد باستهداف سيارات الإسعاف في جنوب لبنان

تهديدات إسرائيلية جديدة لسيارات الإسعاف في جنوب لبنان: هل تستهدف المدنيين؟

في تصعيد خطير، هدد الجيش الإسرائيلي باستهداف سيارات الإسعاف في جنوب لبنان، متهماً إياها بنقل مقاتلي حزب الله⁢ وأسلحته، وذلك‌ في ادعاءات رفضها حزب الله بشدة، مؤكداً عدم استخدامه أي بنية تحتية⁢ مدنية في عملياته.

وجاءت التهديدات على لسان أفيخاي ‌أدرعي، المتحدث⁤ باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان له يوم ⁣الخميس، حذر⁤ فيه سكان جنوب لبنان من العودة إلى⁤ منازلهم، قائلاً: “عليكم الامتناع عن التحرك جنوبا والعودة إلى منازلكم أو إلى حقول زيتونكم في المناطق‌ التي أخليتموها ​لأنها مناطق قتال‍ خطيرة”.

وأضاف أدرعي: “حزب الله استخدم سيارات الإسعاف لنقل عناصره وأسلحته، لذا⁣ نحذر من استمرار هذه الظاهرة، وندعو الطواقم الطبية إلى تجنب التعامل مع حزب الله وعدم التعاون معه”.⁣ محذراً من أن الجيش الإسرائيلي “سيتخذ الإجراءات اللازمة ضد أي مركبة تنقل مسلحين مهما كان نوعها”.

وتأتي هذه التهديدات في سياق سلسلة من الاتهامات الإسرائيلية ‍التي طالت سيارات الإسعاف والمراكز الطبية ⁣في لبنان، ​دون تقديم أي دليل يدعم هذه المزاعم.

ففي⁢ وقت سابق من هذا الأسبوع،​ ادعى أدرعي، المعروف في لبنان بأوامر الإخلاء، أن حزب ⁢الله يستخدم مستشفى جنوب بيروت لإخفاء الذهب والمال.

وتسبب هذا⁤ البيان في حالة من الذعر الجماعي في​ المدينة، حيث خشي الناس من تعرض مستشفى الساحل العام للقصف بنفس الطريقة التي يتم بها قصف المستشفيات في غزة.

ونفى رئيس المستشفى هذه المزاعم، لكنه قال إنه اضطر لإجلاء الموظفين والمرضى حفاظا على سلامتهم.⁤ وتمت دعوة ​الصحفيين الأجانب ​والمحليين للقيام بجولة في المستشفى والمباني المحيطة به لدحض الادعاءات الإسرائيلية.

ومن الجدير بالذكر أن العشرات‌ من المسعفين وغيرهم من العاملين الصحيين، بمن فيهم العاملين في هيئة الصحة الإسلامية، قد لقوا حتفهم في الغارات الإسرائيلية على لبنان. وفي مناسبات عديدة، حذرتهم إسرائيل من الاقتراب من مواقع الهجمات لانتشال الجثث أو المساعدة في نقل الجرحى.

وعلى الرغم من عدم وجود أدلة تدعم ​مزاعم إسرائيل، إلا ‍أن الولايات المتحدة، الحليف الأقوى لإسرائيل، لم تعلق على هذه الاتهامات بشكل مباشر.

فقد⁢ صرح وزير ⁢الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم ⁤الأربعاء أن واشنطن لم تر أي دليل يدعم مزاعم إسرائيل بشأن المستشفى، مضيفاً: “سنواصل التعاون مع نظرائنا الإسرائيليين للحصول على دقة أفضل فيما يبحثون عنه بالضبط”.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله⁣ على خلفية​ الهجوم الإسرائيلي على غزة.

فقد أسفرت الغارات الإسرائيلية على غزة عن مقتل أكثر ‍من 42 ألف شخص منذ 7 أكتوبر​ 2023، معظمهم من النساء والأطفال.

وردًا على الهجوم، بدأ حزب الله ما أسماه “جبهة الدعم” للفلسطينيين في⁢ غزة، وتبادل إطلاق النار مع إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023. وأدى العنف إلى مقتل⁢ أكثر من 2500 شخص في لبنان، بما في ذلك مئات ⁣المدنيين.

وتثير هذه التهديدات مخاوف جدية بشأن استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية في لبنان، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى