الذهب يقترب من تجاوز 3,300 دولار للأونصة لأول مرة في التاريخ وسط تصاعد التوتر التجاري

ارتفعت أسعار الذهب في الأسواق الأوروبية يوم الأربعاء لتسجل مكاسب مثيرة، حيث اقترب المعدن الثمين من تجاوز

حاجز 3,300 دولار للأونصة لأول مرة على الإطلاق. جاء ذلك وسط طلب قوي على الذهب كملاذ آمن، نتيجة لتصاعد

الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والذي أثر سلبًا على أسواق الأسهم والعملات.

نظرة سعرية وتوقعات فنية

• أعلى مستوى تاريخي:
  سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا بنسبة تزيد عن 2.0% لتصل إلى 3,295.18 دولار، بدءًا من مستوى افتتاح التداولات عند 3,229.81 دولار. وقد تشهد الأسعار تراجعًا طفيفًا بعد تسجيلها لأعلى مستوى تاريخي جديد، لكن المؤشرات الفنية تشير إلى استمرار الزخم الشرائي في ظل تقلبات العرض والطلب.
• التسوية وأثر البيانات الاقتصادية:
  حققت أسعار الذهب ارتفاعًا بنسبة 0.6% عند التسوية يوم الثلاثاء، في رابع مكسب خلال الخمسة أيام الأخيرة، وذلك وسط حالة عدم يقين بشأن خطط الرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
• مؤشر الدولار الأمريكي:
  انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.7% يوم الأربعاء، مقتربًا من أدنى مستوى له في ثلاث سنوات، مما يجعل الذهب المسعّر بالدولار الأمريكي أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.

تأثير التوترات التجارية والسياسات الأمريكية

• تصاعد الحرب التجارية:
  أثارت الأخبار مؤخرًا حالة من التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين؛ إذ أعلنت شركة إنفيديا عن تحمل رسوم بقيمة 5.5 مليار دولار بسبب الخطوات الجديدة، فيما فرضت الصين تعريفات انتقامية بعد رفع الولايات المتحدة للرسوم على السلع الصينية إلى 145%. هذه التطورات أدت إلى زيادة المخاوف حول استقرار الاقتصاد الأمريكي والتأثير السلبي على الطلب العالمي على النفط.
• التحركات السياسية والفدرالية:
  يُنتظر اليوم خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في النادي الاقتصادي بمدينة شيكاغو، والذي سيناقش التوقعات الاقتصادية ومسار أسعار الفائدة في ظل السياسات التجارية الجديدة. يُعتبر هذا الخطاب مؤشرًا مهمًا للمستثمرين للتعرف على توجهات السياسة النقدية القادمة، خاصةً مع احتمالية خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب.

توقعات أداء الذهب

• تأثير انخفاض الدولار:
  يُسهم تراجع الدولار الأمريكي في زيادة جاذبية السبائك الذهبية للمستثمرين من خارج الولايات المتحدة، خاصةً في ظل الخسائر المتزايدة في أسعار الأسهم والسندات الأمريكية.
• آفاق أسعار الذهب:
  يرى بعض محللي السوق، مثل “تيم ووترر” من شركة كي سي إم تريد، أن العوامل الداعمة مثل انخفاض قيمة الدولار واستمرار العزوف عن المخاطرة ستظل في صالح الذهب. كما توقع محللو بنك “إيه إن زد” أن يستمر الشراء بدافع تجنب المخاطر، مع رفع توقعاتهم لسعر الذهب في نهاية العام إلى حوالي 3,600 دولار للأونصة، بينما تشير التوقعات على الأجل المتوسط (ستة أشهر) إلى سعر يقارب 3,500 دولار.
• حيازات صندوق SPDR Gold Trust:
  بقيت حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust دون تغيير، لتسجل إجمالي 953.15 طن متري، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2022، مما يعكس إقبال المستثمرين على حماية رؤوس أموالهم بالذهب في ظل تزايد الضغوط الاقتصادية.

الخلاصة

يتجه الذهب اليوم نحو تحقيق أرقام قياسية جديدة مع اقترابه من تجاوز حاجز 3,300 دولار للأونصة، في وقت يشهد فيه

الدولار الأمريكي تراجعًا وزخمًا متجددًا لمخاوف الركود والتوترات التجارية. مع توقعات خطاب جيروم باول وتسليم

بيانات اقتصادية مهمة، سيشكل هذا الوضع مؤشرًا حاسمًا على مسار أسعار الذهب وأسعار الفائدة الأمريكية في الفترة المقبلة.
في ظل هذه الظروف، يبدو أن الطلب على الذهب كملاذ آمن سيستمر في الارتفاع، مما يدعم توقعات بعض المحللين

بزيادة سعر الذهب إلى مستويات تتراوح بين 3,500 و3,600 دولارًا في نهاية العام.