السمسمية والحناء تراثاً مصرياً عالمياً على قائمة اليونسكو
وفي وقت سابق من هذا الشهر، خلال اجتماع عقد في أسونسيون، باراجواي، لجنة اليونسكو الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي أضافت 63 ممارسة جديدة إلى قائمتها التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، بدعم من 90 دولة.
من بين الممارسات المعترف بها حديثا هي الصناعة التقليدية للكيمتشي الكوري الشمالي وحرفية الرخام من جزيرة تينوس اليونانية. تشمل التقاليد الأخرى المسجلة حديثًا الفروسية الكلاسيكية في النمسا، والرقصات الشعبية في بيرو ورومانيا، ومهرجان الفاكهة الناميبي.
وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قهوة عربية – رمز الضيافة والكرم – تم أيضًا الاعتراف به رسميًا، حيث شاركت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن وعمان وقطر في هذا التكريم. بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية ورد الطائف و صابون نابلس فلسطين وقد تم الاعتراف بها رسميا.
وبالمثل، حققت مصر إنجازًا رائعًا، حيث أضيفت اثنتين من ممارساتها الثقافية إلى القائمة: آلة السمسمية والحناء.
ومع استمرار الاحتفالات تقديراً لهذه الجوائز الهامة، العربي الجديد يلقي نظرة فاحصة على الممارسات المصرية التي تم تضمينها ويستكشف ما يعنيه إدراجها لمصر وتراثها الثقافي.
السمسمية كشعار مصر الموسيقي
القيثارة السمسمية هي آلة وترية مصرية تقليدية مصنوعة من خشب الزان مع أوتار فولاذية. لعبت من قبل المجتمعات البدوية على طول البحر الأحمر في شبه جزيرة سيناء.
بمرور الوقت، تطورت الآلة لتصبح رمزًا ثقافيًا مهمًا للمصريين في المناطق الحضرية، خاصة في المدن المحيطة بقناة السويس، بما في ذلك بورسعيد والسويس والإسماعيلية.
وبحسب أحمد العشري، مؤسس فرقة السمسمية المرافقة في بورسعيد، فقد تم جلب السمسمية إلى مدن القناة عن طريق أهالي صعيد مصر الذين شاركوا في حفر قناة السويس في القرن التاسع عشر.
وأضاف أحمد أن السمسمية لعبت دورًا رئيسيًا في الأغاني الوطنية خلال اللحظات الحرجة في تاريخ مصر، وسرعان ما اكتسبت اسم “آلة المقاومة الشعبية”.
ولمزيد من التفصيل، أوضح أحمد ذلك من العدوان الثلاثي عام 1956من خلال التحديات نكسة 1967 و النزوح من الناس من بورسعيد إلى انتصار أكتوبر 1973أصبحت الموسيقى – وخاصة السمسمية – رمزًا للمقاومة، وتوفر الراحة للنازحين وتحتفل في نهاية المطاف بفرحة النصر.
على مر السنين، شهدت السمسمية تطورًا كبيرًا للوصول إلى شكلها الحالي، حيث تضم الإصدارات الحديثة الآن ما يصل إلى 33 وترًا، مقارنة بالأوتار الخمسة التقليدية.
قال أحمد: “بعد أن كانت تقتصر في السابق على خمسة أوتار متواضعة، أصبحت الآن تفتخر بنسيج غني مكون من 33 وترًا، مما يعزز نطاقها اللحني ويسمح لها باستكشاف مجموعة واسعة من المقامات الموسيقية”.
وردا على إضافة السمسمية إلى القائمة، قال وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد حنو: ذكر“تعد السمسمية بمثابة شعار ثقافي نابض بالحياة يجسد الهوية المصرية، ويرافق الناس في أفراحهم وكفاحهم، خاصة في منطقة قناة السويس، ويجسد موضوعات الصمود والاحتفال.”
كما أكد على دور السمسمية في إلهام جيل جديد من الأطفال الذين يتعلمون العزف عليها على يد حرفيين ماهرين، مما يضمن الحفاظ على هذا التراث الثقافي المهم.
كما أعرب أحمد عن سعادته قائلاً: “أخيرًا، السمسمية تكتسب شهرة عالمية”.
وأضاف أحمد: “إن الاعتراف بها يعد إنجازًا كبيرًا تستحقه السمسمية حقًا”.
الحناء رمزا للجمال والشفاء والاحتفال
تنشأ الحناء من شجرة متساقطة الأوراق تزدهر في المناخات الدافئة، خاصة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، ويتم حصاد أوراق الحناء وتجفيفها وطحنها للحصول على عجينة.
لسنوات عديدة، كانت الحناء جزءًا أساسيًا من الاحتفالات مثل حفلات الزفاف والولادة. كما استخدمته النساء للتجميل، مثل صبغ الشعر وتزيين اليدين والقدمين.
علاوة على ذلك، تم تقدير الحناء لخصائصها الطبية، بما في ذلك علاجات الجلد. على سبيل المثال، تذكر بردية إيبرس، وهي واحدة من أقدم النصوص وأكثرها تفصيلاً عن الطب المصري القديم، استخدام الحناء في الطب. علاج السعفة.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تطبيق الحناء في كثير من الأحيان مصحوبة بالتقاليد الثقافية، بما في ذلك الأغاني والأمثال.
وبالنظر إلى جذورها التاريخية، يسلط عالم المصريات حسين عبد البصير الضوء على أن استخدام الحناء يعود إلى مصر القديمة، حيث كان المستخدمة في صبغ المومياوات وأغلفتها.
حسين مشترك مع العربي الجديد أن المصريين القدماء كانوا يعتقدون أن الحناء لديها القدرة على حماية الجوهر الروحي للفرد.
“كانت الحناء بمثابة سمة بارزة في الممارسات اليومية والدينية في مصر القديمة، مع مجموعة متنوعة من الاستخدامات الموثقة. وأوضح حسين أنه تم استخدامه لتلوين الشعر وإعطائه مظهراً حيوياً، كما ظهر من خلال اكتشاف مومياوات ذات شعر أحمر مصبوغ بألوان زاهية، ومن المرجح أنها تم الحصول عليها من خلال الحناء أثناء عملية التحنيط، مثل مومياء رمسيس الثاني.
وأضاف حسين: “تؤكد هذه الممارسة الأهمية الرمزية للحناء في الطقوس الروحية، حيث كان يُعتقد أنها توفر الحماية للجسد والروح في الحياة الآخرة”.
وأشار حسين كذلك إلى أن الحناء كانت تستخدم كصبغة طبيعية واستخدمه المصريون القدماء لتلوين الأقمشة والجلود.
وبحسب حسين، فإن الاستخدامات المتعددة للحناء، المدعومة بالاكتشافات الأثرية والدراسات العلمية، تسلط الضوء على دورها المهم في الحياة اليومية والممارسات الدينية، مما يظهر ارتباطها العميق بالطبيعة والاستخدام الإبداعي للموارد الطبيعية.
عند الخوض في المزيد من الحقائق التاريخية، تشير الأدلة إلى أنه وفقًا للتقاليد، فإن وقد تزينت ملكة سبأ بالحناء عندما سافرت لزيارة الملك سليمان عام 1400 قبل الميلاد.
ورداً على إضافة الحناء إلى القائمة، أكدت وزارة الثقافة أن تسجيل الحناء يسلط الضوء على أهميتها كممارسة ثقافية تعكس الجوهر التقليدي للمجتمعات المشاركة، لتكون بمثابة رمز بهيج يرتبط بالاحتفالات الاحتفالية.
“تظهر الجهود التعاونية التي تبذلها مصر والدول العربية الأخرى التنوع الغني للفنون والطقوس والممارسات الاجتماعية المرتبطة بالحناء، مما يضمن الحفاظ على هذا التراث داخل المجتمعات التي تمارسه ونقله عبر الأجيال للميراث المستقبلي”. ذكر.
وبالنظر إلى المستقبل، سينعقد الاجتماع القادم للجنة اليونسكو لحماية التراث الثقافي غير المادي في ديسمبر 2025 في نيودلهي، الهندحيث ستستمر الجهود للاحتفال بالتقاليد المتنوعة في العالم وحمايتها.
سلوى سمير، صحفية مقيمة في القاهرة، تكتب عن الآثار، وحقوق الإنسان، والقضايا الاجتماعية، والهجرة، وقضايا الأطفال والنساء.
تابعوها على X: @salwasamir2010