الاقتصاد المصريالسياسة المصريةصندوق النقد الدوليمنوعات

السيسي يحذر: الضغوط الإقليمية تهدد برنامج الإصلاح الاقتصادي

مصر بين⁣ مطرقة الإصلاحات وسندان التحديات الإقليمية

ارتفاع التضخم وتراجع عائدات⁢ قناة السويس ⁢يدفعان السيسي لمطالبة ​صندوق النقد الدولي ​بمراجعة شروط القرض

حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته في المؤتمر العالمي للسكان​ والصحة والتنمية البشرية‌ بالقاهرة، من أن التحديات الإقليمية المتصاعدة تُلقي بظلالها على الاقتصاد المصري، مُهددة بدفع المواطنين نحو ضغوط اقتصادية “لا تُطاق”.

وأشار السيسي إلى أن هذه التحديات قد تُجبر الحكومة على إعادة النظر في الإصلاحات الاقتصادية التي يطالب ⁢بها صندوق النقد الدولي، خاصةً​ مع استعداد المصريين لموجة تضخمية جديدة عقب ارتفاع أسعار الوقود.

أزمة اقتصادية مُستعصية

وتعاني مصر من أزمة اقتصادية خانقة منذ عام 2022، حيث يعتمد اقتصادها بشكل كبير على الواردات، في حين تُهيمن الشركات التابعة للجيش على مفاصل الاقتصاد. وقد أدى ‍التركيز على مشاريع البنية ‍التحتية الضخمة إلى تضخم‍ الديون الخارجية وتراجع قيمة العملة المحلية، مما ساهم في ارتفاع مُعدلات التضخم بشكل مُقلق.

وفي محاولة لإنقاذ⁣ الاقتصاد المصري، وافق صندوق ⁣النقد الدولي هذا العام على إقراض مصر 3 مليارات دولار،‌ تبعها بموافقة على إضافة 5 مليارات دولار أخرى. ​

شروط قاسية في ‌ظل ظروف استثنائية

وطالب صندوق النقد الدولي،⁤ في مُقابل حزمة الدعم المالي، بتنفيذ إصلاحات اقتصادية واسعة⁤ النطاق، تشمل تحرير سعر الصرف، وتعزيز دور القطاع الخاص، والسيطرة على التضخم ومديونية الحكومة.

وفي رسالةٍ وصفها السيسي بأنها موجهة “للمؤسسات الدولية المعنية وصندوق النقد الدولي والبنك⁢ الدولي”، حذر من استمرار “التحديات” التي تواجهها مصر، مُشدداً على ضرورة أخذها في⁢ الاعتبار.

زيادات متكررة في أسعار الوقود

وجاءت تصريحات‌ السيسي بعد يومين ​من إعلان الحكومة عن زيادات⁣ جديدة في أسعار الوقود بنسبة تصل ‌إلى 17%، وهي الزيادة الثالثة من نوعها خلال العام الجاري، وذلك في إطار خطة لرفع ⁣الدعم عن‍ الوقود بحلول نهاية⁣ عام 2025.⁤

وشملت الزيادات⁣ الأخيرة أسعار الديزل والمازوت، مما أدى إلى ارتفاع فوري في أسعار النقل العام بالعاصمة القاهرة.

تراجع​ عائدات قناة السويس

ولم تتوقف التحديات ​التي تواجه الاقتصاد المصري عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل⁣ تراجع عائدات قناة السويس، حيث أشار السيسي إلى أن مصر خسرت ما ⁢بين 6 إلى 7 مليارات دولار خلال الأشهر الماضية، وذلك بسبب هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.

مصر ‍بين مطرقة الإصلاحات وسندان التحديات

وتجد مصر نفسها اليوم عالقة بين مطرقة الإصلاحات الاقتصادية الصعبة التي يفرضها صندوق ⁤النقد الدولي، وسندان التحديات الإقليمية المتصاعدة، والتي تُهدد بتفاقم الأزمة الاقتصادية وتعميق معاناة⁣ المواطنين.

ويبقى السؤال المُلح: هل ستتمكن الحكومة المصرية من إيجاد التوازن المطلوب بين تلبية مطالب صندوق النقد الدولي وتخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية على كاهل المواطنين؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى