سوريا وعودة ترامب: هل يتغير المشهد في الشرق الأوسط؟
جدول المحتوى
“`html
تحولات جيوسياسية في الشرق الأوسط: إعادة تقييم العلاقات في ظل عودة ترامب
يشهد الشرق الأوسط الكبير تحولات جيوسياسية عميقة، خاصةً بعد الصراعات في غزة ولبنان، التي أعادت رسم الخرائط السياسية والأمنية في المنطقة. وتسعى إسرائيل إلى استغلال هذه الديناميكيات المتغيرة لتعزيز مصالحها، مما يدفع الدول العربية إلى إعادة تقييم علاقاتها مع مختلف القوى الإقليمية والدولية، بما في ذلك إسرائيل، وإيران، وتركيا، والولايات المتحدة. فبعد سنوات من لعب الولايات المتحدة دور الحامي الرئيسي للدول العربية، يثير التساؤل حول مدى استمرار هذا الدور، وماهية الدول التي أثرت على التطورات الأخيرة في سوريا، وكيف ستتعامل إدارة ترامب مع هذه التطورات.
الانسحاب الأمريكي من سوريا: إعادة ترتيب للأولويات الاستراتيجية
مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، بدأت تتضح معالم سياسته في الشرق الأوسط، وإن كان من السابق لأوانه تحديدها بشكل كامل. يبدو أن الانسحاب الأمريكي من سوريا جزء من استراتيجية أوسع لنقل الأعباء الأمنية إلى الحلفاء الإقليميين، في محاولة من واشنطن لحثهم على تحمل مسؤولية أكبر في المنطقة. سبق لترامب أن حاول سحب القوات الأمريكية من سوريا خلال ولايته الأولى، لكن البنتاغون نصحه بالعدول عن ذلك. ويبدو أن ترامب سيعيد طرح فكرة أن أولويات الولايات المتحدة تكمن في أماكن أخرى، مما يستدعي ترتيبات أمنية جديدة في المنطقة.
وقد طرحت إسرائيل منتدى النقب كبديل، وهو تحالف سياسي وعسكري محتمل بين إسرائيل وبعض الدول العربية، يستهدف في المقام الأول مواجهة النفوذ الإيراني. لكن فعالية هذا المنتدى محدودة، ولم يُحدث فرقاً يُذكر في غزة ولبنان، ويبدو أنه لا يحظى بقبول واسع.
مستقبل التطبيع: تحديات اتفاقيات إبراهيم
من المتوقع أن يسعى ترامب وفريقه المؤيد لإسرائيل إلى توسيع اتفاقيات إبراهيم، وهي مبادرات دبلوماسية رعاها ترامب في ولايته الأولى بهدف تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي، وغالبًا ما تتضمن صفقات أسلحة أمريكية أو اعترافًا بالأراضي المتنازع عليها. لكن منذ مغادرة ترامب للرئاسة، أكدت السعودية بوضوح أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل مشروط بإقامة دولة فلسطينية، وهو أمرٌ ترفضه إسرائيل. لذا، سيواجه فريق ترامب تحديًا كبيرًا في إعادة إحياء هذه المبادرات.
علاوة على ذلك، فإن أي تقارب بين الولايات المتحدة وروسيا سيؤثر بشكل كبير على الشرق الأوسط وسوريا، حيث قد تسعى الدولتان إلى إيجاد تسوية للأزمة السورية. وبالنسبة لواشنطن، لا تمثل سوريا أهمية استراتيجية بحد ذاتها، بل ينصبّ الاهتمام الرئيسي على منع إيران من السيطرة عليها، وهو قلقٌ تشترك فيه العديد من العواصم العربية، وربما موسكو أيضًا.
سوريا: منع الانهيار وحماية المنطقة من الفوضى
منذ اندلاع الأزمة السورية، تدخلت أطراف خارجية متعددة، ورغم اختلاف مصالحها ووجهات نظر