جدول المحتوى
العراق: ساحة جديدة لتجارة المخدرات المُصنعة
من حرب أهلية إلى حرب مخدرات: كيف تحول العراق إلى مركز إقليمي للتهريب؟
شهد العراق في السنوات الأخيرة تحولًا خطيرًا من بلدٍ مُنهكٍ بالحرب الأهلية إلى ساحةٍ مُتناميةٍ لتجارة المخدرات المُصنعة، لا سيما مادة الميثامفيتامين وحبوب الكبتاغون. فقد أدى إهمال الحكومات المتعاقبة منذ عام ٢٠٠٣ لمشكلة المخدرات، مفضلةً التركيز على الملفات الأمنية، إلى انتشارٍ مُرعبٍ للمواد المُخدرة الطبيعية والصناعية عبر ٢١ منفذًا حدوديًا غير رسمي تُسيطر عليها الجماعات المُسلحة.
ارتفاع مُخيف في الإنتاج والاستهلاك:
يشير تقريرٌ حديثٌ صادرٌ عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى ارتفاعٍ حادٍ في إنتاج واستهلاك المخدرات المُصنعة في العراق خلال السنوات الخمس الماضية، حيث قفزت مُصادرات الكبتاغون بنسبةٍ هائلةٍ بلغت ٣٣٨٠٪ في عام ٢٠٢٢ مُقارنةً بعام ٢٠١٩. ويُقدر الخبير الاقتصادي مصطفى أكرم حنتوش عدد العراقيين المُشاركين في صناعة وتجارة المخدرات بحوالي ١٠٠ ألف شخص، مُشيرًا إلى أن الكريستال ميث والكبتاغون يُشكلان أكثر الأنواع انتشارًا.
العراق: مُلتقى طرق التهريب الدولية:
يُسلط التقرير الضوء على موقع العراق الاستراتيجي كونه مُلتقى طرقٍ لشبكات تهريب المخدرات العالمية التي تمتد عبر جنوب غرب آسيا وإفريقيا وأوروبا، مما جعله نقطة انطلاقٍ رئيسيةٍ لطريقين رئيسيين للتهريب:
طريق البلقان: ينطلق من أفغانستان وباكستان، ناقلًا المواد الأفيونية عبر إيران والعراق وتركيا وصولًا إلى غرب البلقان، ومن ثم إلى أسواق أوروبا الغربية.
الطريق الجنوبي: يبدأ من جنوب أفغانستان، وينقل المخدرات المُصنعة والمواد الأفيونية عبر باكستان وإيران والعراق. كما يتم تهريب الميثامفيتامين والحشيش إلى العراق عبر موانئه الجنوبية في البصرة، بينما يأتي الهيروين من أفغانستان.
شبكات مُتشعبة وأساليب مُتطورة:
تُشير التقارير إلى استخدام تُجار المخدرات في العراق أساليب مُتنوعة لنقل بضاعتهم، بدءًا من إخفائها داخل السيارات، مرورًا باستخدام كبار السن والأطفال والنساء كسعاة، وصولًا إلى التعاون مع بعض الشخصيات السياسية لاستغلال نفوذها في تجاوز نقاط التفتيش، وذلك وفقًا لشهادة حكيم الزاملي، النائب السابق لرئيس البرلمان.
مُحاولات للتصدي.. لكن التحديات كبيرة:
أكد القاضي عادل عبد الرزاق، رئيس محكمة استئناف البصرة، على لجوء المهربين إلى أساليب غير تقليدية للتهريب، مثل الطائرات الشراعية والطائرات بدون طيار، للالتفاف على المنافذ الحدودية الرسمية. وقد تمكنت السلطات العراقية من إحباط عمليات تهريبٍ كبيرة، كان من بينها شحنةٌ ضخمةٌ من حبوب الكبتاغون واللاريكا مُتجهةٌ إلى الكويت، مما يُبرز حجم التحديات التي تواجهها البلاد في حربها ضد تجارة المخدرات.
