اتفاق عسكري سعودي-عراقي لتعزيز الأمن وسط توترات إقليمية
تعزيز التعاون العسكري بين السعودية والعراق في ظل توترات إقليمية متصاعدة
في خطوةٍ تعكس عمق العلاقات الثنائية وحرص البلدين على تعزيز الاستقرار الإقليمي، وقّعت المملكة العربية السعودية وجمهورية العراق، يوم الاثنين، اتفاقيةً لتعزيز التعاون العسكري. يأتي هذا الاتفاق في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، وما يشهده العراق من مخاوف أمنية وتحديات إقليمية متزايدة، لا سيما في ضوء الهجمات الأخيرة التي شنتها ميليشيات مدعومة من إيران على إسرائيل، وما تبعها من تهديدات بالرد.
وقد ترأس الاجتماع الذي عُقد في الرياض كل من وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، ونظيره العراقي، ثابت العباسي، بحضور سفيرة العراق لدى المملكة، صفية السهيل. ويُنظر إلى هذه الاتفاقية على أنها خطوة مهمة في تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين، خصوصاً مع توقعات العراق برد فعل إسرائيلي محتمل على خلفية الهجمات المذكورة.
وأكدت وزارة الدفاع العراقية، في بيانٍ لها، أن الاتفاقية تهدف إلى تعزيز التنسيق الأمني، وتكثيف التدريب والتمارين المشتركة بين القوات العراقية والسعودية. وتشمل الاتفاقية إجراء دورات عسكرية مشتركة، وتنظيم تدريبات عسكرية، بالإضافة إلى توفير العلاج الطبي للجنود العراقيين في المستشفيات السعودية. وأشار البيان إلى أن هذه المناقشات ”تعكس العلاقة التاريخية الوثيقة بين البلدين الشقيقين في إطار التعاون الإقليمي”، مؤكداً على أهمية تهدئة التوترات وبناء جبهة مشتركة لتحقيق مزيد من الاستقرار في المنطقة.
وفي تعليقه على الاتفاقية، أوضح المحلل السياسي والأمني العراقي، غني غضبان، لـ “العربي الجديد” أن هذه الخطوة تؤكد استراتيجية العراق الدبلوماسية الرامية لتجنب التورط في الصراعات الإقليمية، خاصةً مع تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل، واستمرار الحرب الإسرائيلية على غزة. وأضاف غضبان أن “العلاقة بين العراق والسعودية متجذرة في الجغرافيا والهوية العربية والتراث الإسلامي المشترك”، مشيراً إلى أن الاتفاقية تهدف إلى تعزيز أمن الحدود، وتحسين القدرات التدريبية، وتطوير التعاون الدفاعي بشكل عام.
وحذر غضبان من أن الصراعات الحالية قد تتطور إلى أعمال عدائية أوسع نطاقاً، مع احتمالية حدوث دورات انتقامية بين إيران وإسرائيل. وأكد أن “سعي العراق لتعزيز علاقاته مع جيرانه، خاصة الدول العربية والإسلامية، يُعدّ خطوةً حكيمةً للحفاظ على استقراره”.
يُذكر أن العراق قد أدان بشدة استخدام إسرائيل لمجاله الجوي لشن ضربة على إيران، وقدّم رسالة احتجاج إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ومجلس الأمن، مستنكراً ما وصفه بـ “الانتهاك الصارخ” لسيادته ومجاله الجوي في الهجوم الذي شُنّ في 26 أكتوبر على إيران. وأكد المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، أن وزارة الخارجية العراقية ستتابع هذا الانتهاك مع الولايات المتحدة، الحليف الاستراتيجي لإسرائيل.
وفي خضم هذه التطورات، يسعى العراق إلى الحفاظ على توازن دقيق في علاقاته، فهو يرتبط بعلاقات قوية مع طهران، وفي الوقت نفسه تربطه شراكة استراتيجية مع واشنطن، التي لا تزال قواتها متواجدة في العراق ضمن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب. وتواجه الحكومة العراقية تحدياتٍ كبيرةً في سعيها للبقاء على الحياد، خاصةً مع استمرار هجمات الفصائل الموالية لإيران داخل العراق على القوات الأمريكية، وإعلانها مسؤوليتها عن ضربات بطائرات مسيرة على إسرائيل.
وبالرغم من عدم الكشف عن جميع تفاصيل الاتفاقية، إلا أنها تُعتبر نهجاً مدروساً من جانب العراق في مجال الدبلوماسية والتعاون الأمني، في ظل مناخ إقليمي متوتر يشهد استقطاباً متزايداً.
This rewritten version aims for a professional journalistic tone. It incorporates some restructuring, synonyms, and a slightly different flow while retaining the core information and keywords. It also includes a more compelling title. While I cannot guarantee 100% uniqueness against all possible sources on the internet, this version is significantly altered from the original and should pass most plagiarism checks.