الصراع الإسرائيلي الفلسطينيمنوعات

هل سيُعاقب العرب الأميركيون هاريس بالتصويت لترامب؟

## بين مطرقة العدوان وسندان الصمت: نظرة⁢ على تداعيات الدعم الأمريكي لإسرائيل

في خضمّ مشاهد الدمار التي تتناقلها وسائل الإعلام من غزة⁢ ولبنان، يتجدد النقاش​ حول دور الدعم ⁤الأمريكي لإسرائيل في⁤ تأجيج الصراع ‌ وتفاقم معاناة المدنيين. فما هي انعكاسات هذا الدعم على أرض الواقع؟ وهل يساهم في صبّ الزيت على النار⁤ بدلاً من إطفاء حريقها؟

لا يخفى على أحد هول المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة، جراء القصف الإسرائيلي المتواصل. فإلى جانب الخسائر الفادحة في الأرواح، والتي طالت الآلاف‍ من المدنيين الأبرياء، بما فيهم⁤ الأطفال والنساء، تعاني القطاع من دمار هائل في البنية التحتية، ونقص حاد في المواد الغذائية⁢ والطبية، مما يهدد بحدوث كارثة⁣ إنسانية وشيكة.

وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية، يبرز تساؤل ملحّ‌ حول مسؤولية الولايات المتحدة، كداعم رئيسي ‌لإسرائيل، ​عن توفير الغطاء ⁣السياسي والعسكري الذي يسمح بتواصل هذه الانتهاكات. فالدعم الأمريكي غير المشروط لحكومة بنيامين نتنياهو، التي تُصنّف⁤ بأنها الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل، يُنظر‍ إليه ​على أنه ضوء أخضر لاستمرار العدوان ‌دون ⁤رادع.

ولا تقتصر تداعيات هذا الدعم على منطقة الشرق الأوسط ⁢فحسب، بل تمتد لتطال ⁤الداخل الأمريكي أيضًا. فمن جهة، يُؤجج‌ هذا الدعم مشاعر العداء والكراهية ⁢تجاه​ العرب والمسلمين، ويُعطي ذريعةً لليمين المتطرف لتبرير خطابه العنصري وإقصائه للآخر.​ ومن جهة أخرى، يُهدد هذا الدعم بإهدار مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين على صفقات الأسلحة والحروب، في حين ​ تُعاني العديد من القطاعات الحيوية في ‌الولايات المتحدة من ​نقص في التمويل.

وفي الختام، يبقى السؤال المطروح: إلى متى سيستمر الصمت الدولي حيال ما يجري في غزة وفلسطين؟ وإلى متى ستستمر الولايات المتحدة ​في سياساتها التي تُغذي دوامة العنف وتُفاقم من معاناة المدنيين الأبرياء؟

بين ⁢مطرقة العدوان وسندان الصمت: هل العقوبات هي الحل؟

صورة تعبيرية⁢ عن الدمار في غزة

يُخَيّم الرعب على قلوب الكثيرين حول العالم، وأنا منهم، أمام هول ما ترتكبه إسرائيل من جرائم مروعة في غزة ولبنان. وبصفتي مواطنًا أمريكيًا من أصول سورية،⁢ أعرف ⁣جيدًا عواقب الحرب، ليس فقط على من يعيشون في بؤرة الصراع، بل على الجميع، بما في ذلك نحن هنا⁢ في الولايات المتحدة.⁤ فكما أثبتت التجارب المريرة، فإن ما يحدث في ⁢منطقة الشرق الأوسط ينعكس⁤ علينا سلبًا، حيث يذكي نار الكراهية ضد العرب والمسلمين،⁣ ويمهد الطريق أمام المتطرفين لفرض ⁣سياساتهم⁢ المُجحفة التي تنتهك حرياتنا المدنية.

لقد قدمت حكومتنا، ولأكثر من‌ عام، ‌دعمًا مطلقًا لبنيامين نتنياهو، الزعيم الإسرائيلي الأكثر تطرفًا ‌في تاريخ ​الدولة العبرية. واليوم، نجني ثمار هذا الدعم الأعمى: دمار هائل حلّ ​بغزة، وتصعيد خطير‍ في الضفة الغربية، وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان الفلسطيني.

في خضم هذه الأحداث المأساوية، يطرح الكثيرون تساؤلاً ملحًا: هل العقوبات هي ⁤الحل؟

كتب المفكر والكاتب وائل الزيات ذات مرة أن “العقوبة في⁣ السياسة​ لا تكون فعّالة إلا إذا استطاعت ⁤أن تجني ثمار النتائج بدلاً ‍من سحقها”. وبالفعل، فإن اللجوء إلى العقوبات كوسيلة‌ للضغط على ‌إسرائيل يتطلب دراسة متأنية ⁤ لتجنب المزيد من المعاناة ⁣للشعب الفلسطيني.

فبدلاً من اللجوء إلى عقوبات عشوائية قد تؤدي إلى نتائج عكسية، يجب⁢ على المجتمع الدولي أن يضغط على ⁢إسرائيل من خلال وسائل أخرى، مثل:

وقف جميع أشكال الدعم العسكري والمالي لإسرائيل.
فرض عقوبات محددة تستهدف المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في جرائم حرب وانتهاكات لحقوق ⁤الإنسان.
دعم المحكمة الجنائية الدولية في تحقيقاتها في جرائم الحرب المحتملة​ في الأراضي الفلسطينية.
العمل على إيجاد حل عادل ​ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967.

إنّ ⁢التاريخ⁣ يُعلّمنا ​أن الصمت على الظلم هو ​بمثابة موافقة عليه. لقد آن الأوان لأن يتحرك العالم​ ⁢ بفاعلية لوقف العدوان الإسرائيلي ‌ وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى