تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم، الأحد 19 يناير 2025، بعيد الغطاس المجيد، الذي يُعد واحدًا من أهم الأعياد السيدية الكبرى في الكنيسة. ويُعرف عيد الغطاس بأنه تذكار لعماد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن، وهو يحمل معاني روحية ودينية عميقة.
الاحتفالات والطقوس الكنسية
بدأت الاحتفالات بعيد الغطاس بإقامة الصلوات والقداسات في مختلف الكنائس القبطية في جميع أنحاء مصر. وقد ترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد الغطاس في الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية.
خلال العظة التي ألقاها البابا تواضروس، ركز على المعاني الروحية لهذا العيد، مشيرًا إلى أهمية التوبة والتجديد الروحي الذي يرمز إليه المعمودية. وقال البابا:
“عيد الغطاس ليس فقط تذكارًا تاريخيًا، بل هو دعوة مستمرة لكل إنسان لتجديد حياته ولتأكيد إيمانه بالسيد المسيح.”
رمزية عيد الغطاس
يرمز عيد الغطاس إلى بداية خدمة السيد المسيح العلنية بعد عماده، كما يشير إلى ظهور الثالوث الأقدس في هذا الحدث. ويتميز هذا العيد بطقوس خاصة، من أبرزها صلاة اللقان، وهي صلاة مباركة المياه التي تُستخدم لتذكير المؤمنين بالمعمودية وتقديسهم.
مظاهر الاحتفال
تتميز احتفالات عيد الغطاس بمجموعة من المظاهر الروحية والاجتماعية، منها:
- القداسات الليلية: حيث تقام الصلوات في أجواء روحانية تجمع بين الترانيم والتسابيح.
- طقس اللقان: وهو طقس خاص بعيد الغطاس يتم فيه تقديس المياه.
- الأطعمة التقليدية: يشتهر هذا العيد بإعداد الأطعمة المرتبطة به مثل القلقاس وقصب السكر، واللذان يرمزان إلى الطهارة والنقاء.
رسائل البابا تواضروس
وجه البابا تواضروس في كلمته رسالة تهنئة إلى الأقباط في مصر والعالم، داعيًا الجميع إلى العمل من أجل تعزيز المحبة والسلام. كما دعا إلى نشر قيم التسامح والتعاون بين أفراد المجتمع، مؤكدًا أهمية الوحدة الوطنية في بناء مستقبل مشرق.
مشاركة واسعة
شهدت الكنائس إقبالًا كبيرًا من المصلين الذين حضروا للمشاركة في الاحتفالات وإحياء ذكرى هذا العيد المقدس. كما قامت الأجهزة الأمنية بتأمين محيط الكنائس لضمان سلامة المحتفلين.
ختام
عيد الغطاس المجيد يمثل فرصة لتجديد الروحانية وتعزيز القيم المسيحية التي تدعو إلى المحبة والتسامح. ومع استمرار هذه التقاليد العريقة، تبقى الكنيسة القبطية صرحًا يعكس عمق الإيمان وتاريخ المسيحية في مصر.
4o