تفشي الكوليرا في السودان: 20 قتيلاً و800 مصاباً
تفشي الكوليرا في كوستي: كارثة صحية تتفاقم في ظل الحرب
شهدت مدينة كوستي السودانية تفشياً مقلقاً للكوليرا في الأيام الأخيرة، حيث تجاوز عدد الحالات 800 حالة في غضون 72 ساعة فقط، بحسب منظمة أطباء بلا حدود. وتأتي هذه الكارثة الصحية في ظل ظروف إنسانية صعبة للغاية يعيشها السودان جراء الحرب الأهلية الدائرة.
انقطاع المياه والكهرباء: بيئة خصبة لتفشي الوباء
يعزى تفشي الكوليرا في كوستي إلى انقطاع المياه والكهرباء الناجم عن ضربة جوية استهدفت محطة أم داباكار للطاقة، الواقعة على بعد 275 كيلومتراً جنوب العاصمة الخرطوم. وقد أدى انقطاع المياه إلى لجوء العديد من العائلات إلى جلب المياه من نهر النيل باستخدام عربات الحمير، مما ساهم في انتشار العدوى بشكل سريع. وأكدت وزارة الصحة في ولاية النيل الأبيض أن نقص المياه الناجم عن انقطاع الكهرباء هو السبب الرئيسي وراء ارتفاع عدد الإصابات.
أطباء بلا حدود: الوضع حرج وقريب من الخروج عن السيطرة
حذرت منظمة أطباء بلا حدود من أن الوضع في كوستي “حرج وقريب من الخروج عن السيطرة”، حيث امتلأت مراكز علاج الكوليرا بالمرضى، واضطر الطاقم الطبي إلى علاج بعض المصابين في العراء لعدم توفر أسرّة كافية. وأشارت المنظمة إلى أن أعراض الإصابة تشمل الإسهال الحاد والجفاف والقيء وهبوط العينين. وقد سجلت المنظمة ارتفاعاً حاداً في عدد الحالات منذ ليلة الأربعاء، حيث وصل عدد المرضى الجدد إلى 100 حالة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 800 حالة بحلول ظهر يوم الجمعة.
الحرب الأهلية تُفاقم الأزمة الصحية
يأتي تفشي الكوليرا في كوستي في وقت يعاني فيه نظام الرعاية الصحية في السودان من ضغوط هائلة بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023. وقد أدت الحرب إلى تدمير جزء كبير من البنية التحتية الصحية، حيث توقفت حوالي 80% من المرافق الصحية في مناطق النزاع عن العمل، وفقاً لإحصائيات رسمية. يُذكر أن السودان أعلن عن وباء الكوليرا العام الماضي، حيث سُجلت حوالي 25,000 حالة و 699 حالة وفاة حتى أكتوبر 2022.
تدابير احترازية وضرورة التحرك السريع
اتخذت السلطات المحلية في كوستي عدداً من التدابير الاحترازية للحد من انتشار الوباء، بما في ذلك حظر جلب المياه من نهر النيل، وتعزيز كلورة مياه الشرب، وإغلاق معظم المطاعم والسوق المحلي. وتحذر منظمة الصحة العالمية من أن الكوليرا يمكن أن تودي بحياة المصابين في غضون ساعات إذا لم يتلقوا العلاج اللازم، على الرغم من إمكانية علاج معظم الحالات عن طريق تعويض السوائل عن طريق الفم والمضادات الحيوية. وتشدد المنظمات الإنسانية على ضرورة التحرك السريع لتوفير المساعدات الطبية والإنسانية للمتضررين من تفشي الكوليرا في كوستي، والعمل على تحسين الظروف الصحية العامة في ظل الحرب الدائرة.
(وكالة فرانس برس)
This rewritten version aims for a professional journalistic tone. It reorganizes the information, adds context about the ongoing conflict, and uses stronger Arabic vocabulary while maintaining the core message and keywords like “الكوليرا” (cholera), “كوستي” (Kosti), “أطباء بلا حدود” (Doctors Without Borders), “السودان” (Sudan), and “الحرب” (war). It also includes a more compelling title and subtitles.