باريس تستضيف مؤتمرًا لدعم لبنان وسط تباين المواقف الدولية
تتجه الأنظار نحو العاصمة الفرنسية باريس، حيثُ تُعقد اليوم الخميس قمة دولية تهدف إلى حشد الدعم الإنساني العاجل للبنان، وتعزيز قدرات قواته الأمنية، والضغط من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
تأتي هذه القمة في وقتٍ يشهد فيه لبنان أزمةً إنسانيةً متفاقمةً، نتيجةً للهجوم الإسرائيلي الأخير الذي أسفر عن نزوح مئات الآلاف ومقتل أكثر من 2000 شخص.
وتسعى فرنسا، التي تربطها علاقات تاريخية وطيدة بلبنان، إلى استعادة دورها كوسيطٍ رئيسيٍ في المنطقة، بعد أن شهد نفوذها تراجعًا ملحوظًا منذ اندلاع الأزمة.
تحدياتٌ تواجه الجهود الدولية
وعلى الرغم من مشاركة وفودٍ تمثل 70 دولةً و15 منظمةً دوليةً، إلا أن غياب عددٍ من الشخصيات السياسية البارزة يُلقي بظلاله على المؤتمر.
فقد اختار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الانشغال بجولةٍ في الشرق الأوسط قبيل الانتخابات الأمريكية، مفضلًا إرسال نائبه إلى باريس. كما يغيب عن المؤتمر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، في مؤشرٍ على تردد الرياض في الانخراط بشكلٍ أكبر في الشأن اللبناني.
أهدافٌ متباينةٌ بين باريس وواشنطن
وتُشير التقارير إلى وجود تباينٍ في وجهات النظر بين باريس وواشنطن حول سُبُل حل الأزمة.
فبينما تُركز فرنسا على ضرورة التوصل إلى وقفٍ فوريٍ لإطلاق النار، وترى أن القضاء على حزب الله ليس خيارًا واقعيًا، تُفضل الولايات المتحدة دعم إسرائيل في مساعيها لتدمير الحزب.
وقد انتقد مسؤولون أوروبيون موقف واشنطن، مُعربين عن قلقهم من أن تُؤدي الانتخابات الأمريكية المُقبلة إلى تأخير التوصل إلى حلٍ للأزمة.
مؤتمر باريس: هل ينجح في تحقيق اختراق؟
وفي ظل هذه التحديات، يبقى من غير الواضح ما إذا كان مؤتمر باريس سينجح في تحقيق اختراقٍ حقيقيٍ على صعيد الأزمة اللبنانية.
وتُشير التسريبات إلى أن المؤتمر يهدف إلى:
تأكيد ضرورة وقف إطلاق النار، استنادًا إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 لعام 2006، الذي يدعو إلى انسحاب جميع القوات والأسلحة غير التابعة للدولة اللبنانية من جنوب لبنان.
حشد المساعدات الإنسانية