بري: إسرائيل تنتهك وقف إطلاق النار بقتل وجرح جنديين
## تصاعد التوتر: بري يُدين انتهاكات إسرائيل لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان
في تطور مُقلق، اتهم رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الهش، وذلك بعد مقتل مدني وإصابة جندي لبناني في غارات إسرائيلية يوم الاثنين، وهو اليوم السادس من الهدنة. وأدان بري، الذي لعب دورًا محوريًا في التوسط لوقف إطلاق النار نيابة عن حزب الله، هذه الأعمال، مُعتبرًا إياها “انتهاكًا صارخًا لبنود الاتفاق”.
أكدت وزارة الصحة اللبنانية وقوع ضحية مدنية جراء غارة إسرائيلية استهدفت بلدة جديدة مرجعيون في جنوب لبنان. فيما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن الضحية كان يستقل دراجة نارية عندما تعرض للقصف من طائرة مسيرة إسرائيلية. وفي حادث منفصل، أعلن الجيش اللبناني عن إصابة أحد جنوده بجروح جراء استهداف جرافة عسكرية تابعة له في منطقة الهرمل شرقي البلاد بطائرة مسيرة إسرائيلية.
يُذكر أن الوكالة الوطنية للإعلام قد وثقت عدة انتهاكات إسرائيلية لوقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ يوم الأربعاء الماضي، بما في ذلك غارات جوية وقصف مدفعي، في حين لم يُعلن حزب الله عن أي رد فعل حتى الآن.
## اتفاق هش تحت وطأة الانتهاكات المتكررة
يأتي هذا التصعيد في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى أكثر من عام من الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله، بما في ذلك شهرين من المواجهات العنيفة. وينص الاتفاق على انتشار الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) في جنوب لبنان، بالتزامن مع انسحاب الجيش الإسرائيلي على مراحل خلال 60 يومًا. كما يُلزم حزب الله بسحب قواته شمال نهر الليطاني، وتفكيك بنيته التحتية العسكرية جنوبًا.
على الرغم من أن وقف إطلاق النار قد أدى إلى تراجع حدة القتال بشكل ملحوظ، إلا أن إسرائيل استمرت في شن غارات على أهداف تزعم أنها تُشكل تهديدًا، مُدعيةً أنها تنتهك شروط الاتفاق. ففي يوم الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف مواقع لحزب الله في جنوب لبنان، مُبررًا ذلك بـ”إزالة التهديدات”. وفي نفس اليوم، أشارت الوكالة الوطنية للإعلام إلى ”استمرار انتهاكات إسرائيل لوقف إطلاق النار” في جنوب لبنان.
## جذور الأزمة: تصاعد التوتر منذ أكتوبر 2023
يعود تصاعد التوتر في المنطقة إلى هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي دفع حزب الله، حليف حماس، إلى تكثيف عملياته عبر الحدود مع إسرائيل تضامنًا مع الحركة الفلسطينية. وقد ردت إسرائيل بحملة عسكرية واسعة النطاق في جنوب لبنان في أواخر سبتمبر من العام الماضي، مما أدى إلى اندلاع جولة جديدة من العنف. يبقى الوضع متوترًا في ظل هذه الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار، مما يثير مخاوف من عودة التصعيد العسكري في المنطقة.