بصيص أمل: فقس نسر فلبيني نادر ينعش آمال الانقاذ
أمل جديد يُحلّق: نجاح فقس فرخ نسر فلبيني عبر التلقيح الاصطناعي
يشهد العالم انخفاضًا مُقلقًا في أعداد النسور الفلبينية، تلك الطيور الجارحة المهيبة ذات الريش الفاخر. لكن في خضم هذا التحدي، برز بصيص أمل جديد مع نجاح فقس فرخ نسر فلبيني، أُطلق عليه اسم “الفرخ رقم 30″، في محمية وطنية لتربية الطيور بمدينة دافاو الجنوبية. يمثل هذا الحدث، الذي أُعلن عنه الأسبوع الماضي، انتصارًا لجهود دعاة حماية البيئة، وعلى رأسهم دومينغو تادينا (77 عامًا)، مدير المحمية.
وأعرب تادينا عن فرحة الفريق بهذا الإنجاز، قائلاً لوكالة فرانس برس: “إن أول عملية فقس ناجحة في هذه المنشأة الجديدة تُعد بالغة الأهمية بالنسبة لنا. لقد غمرتنا السعادة جميعًا عندما رأينا الفرخ على قيد الحياة”.
وأوضحت مؤسسة النسر الفلبيني في بيان لها أن هذا الفرخ هو نتاج عملية تلقيح اصطناعي، وذلك بعد فترة حضانة استمرت 56 يومًا، تلقى خلالها عناية خاصة، وشملت مساعدةً على التنفس من خلال قشرته. ووصف تادينا هذه العملية، المعروفة بطريقة “المساعدة”، بأنها “صعبة وحساسة للغاية، لكنها تستحق العناء”.
وأشار تادينا إلى تجربة سابقة فاشلة، حيثُ نفقت صغار النسر بسبب اختناقها داخل قشرتها، مضيفًا: “لقد تعلمنا من تجاربنا السابقة، وساعدنا هذا الفرخ على الخروج من قشرته بنجاح”.
ويُقدر عدد أزواج النسور الفلبينية المتبقية في البرية بحوالي 392 زوجًا فقط، مع وجود 30 زوجًا فقط وُلدت في الأسر، بما في ذلك الفرخ الجديد. ويُمثل هذا الواقع تحديًا كبيرًا لجهود الحفاظ على هذا النوع من الانقراض.
ويُعتبر تزاوج النسور الفلبينية في البرية أمرًا صعبًا، حيثُ تُعرف هذه الطيور بسلوكها الانتقائي في اختيار شريك التزاوج، وقد يصل الأمر إلى قتل الخاطبين غير المرغوب فيهم.
ويهدف المركز في نهاية المطاف إلى إعادة النسور إلى البرية، إلا أن هذا الهدف يُواجه تحديات كبيرة، كما أوضح تادينا: “لقد أجرينا تجارب سابقة لإعادة النسور إلى البرية، لكنها لم تُكلل بالنجاح حتى الآن، حيثُ نفقت العديد منها بسبب إطلاق النار عليها أو صعقها بالكهرباء”.
وأضاف تادينا: ”إن قدرتنا على تربية عدد قليل من النسور فقط، يكفي بالكاد للحفاظ على مخزون التربية”. ولا تزال مؤسسة النسر الفلبيني تُناقش ما إذا كان سيتم إطلاق “الفرخ رقم 30″ في البرية أم سيبقى في الأسر لأغراض التكاثر.
وختم تادينا حديثه قائلاً: “إن نجاح التكاثر الاصطناعي لهذا الفرخ يُنعش الأمل، لكن الحل الأمثل يكمن في توفير غابات آمنة ومحمية، حيثُ يمكن للنسور أن تتكاثر بشكل طبيعي وتعيش بحرية”. ويُمثل هذا النجاح خطوةً هامة في جهود الحفاظ على هذا النوع النادر من الانقراض، ويُسلط الضوء على أهمية التكنولوجيا المتطورة والتعاون الدولي في حماية التنوع البيولوجي.
Keywords: نسر فلبيني، تلقيح اصطناعي، محمية طيور، دافاو الجنوبية، دومينغو تادينا، مؤسسة النسر الفلبيني، انقراض، حماية البيئة، تكاثر، أمل.